إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الأولى
237628 مشاهدة print word pdf
line-top
النظر والتأمل في آيات الله يدلنا على قدرته

...............................................................................


فإذا نظرنا في هذه الآيات التي نصبها الله تعالى لعباده عرفنا بذلك قدرته الذي ينظر إليها بعين البصيرة لا بعين البصر. قد يكون الذي فقد البصر كالأعمى أقوى تفكيرا من الذي يبصر ولكنه لا يفكر ولا يتأثر، وذلك لأن بصيرة القلب وبصر القلب ومعرفته أقوى من مجرد النظر في العيب دون تأمل ودون تعقل، فإذا نظرنا في آيات الله سبحانه التي ينصبها لعباده كان في النظر إليها ما يجلب البصيرة والمعرفة اليقينية.
يستفاد منها أن هذه المخلوقات ما أوجدت نفسها، بل أوجدها الخالق وحده، ويستفاد منها أنه جعلها آيات ودلالات على كمال قدرته وعلى وحدانيته، ويستفاد منها أنها ما خلقت عبثا لا يمكن أن يقال إن الله خلقها عبثا وباطلا قال الله تعالى: وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ لم يخلق الله تعالى شيئا إلا لحكمة عظيمة وفائدة كبيرة، ما خلقها باطلا وقال تعالى: وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ الذين يظنون أنهم خلقوا لأجل أن يعمروا هذه الأجسام، وأن ينعموا هذه الأبدان بما تشتهيه وبما تلتذ به، ولم يتفكروا فيما وراء ذلك، فهؤلاء: إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ .

line-bottom