إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
كتاب الروض المربع الجزء الأول
92025 مشاهدة
تسجية القبر بثوب عند الدفن

ويسجى أي يغطى ندبا قبر امرأة وخنثى فقط, ويكره لرجل بلا عذر لقول علي -رضي الله تعالى عنه- وقد مر بقوم دفنوا ميتا وبسطوا على قبره الثوب- فجذبه وقال: إنما يصنع هذا بالنساء. رواه سعيد .


التسجية التغطية؛ ومعناه أن المرأة إذا أدخلت في القبر، فإن الذين يحملونها يضعونها على أيديهم وقد انكشف الغطاء الذي عليها, ما بقي عليها إلا الكفن، والحاضرون إذا نظروا إليها فقد يتبين لهم شيء من تفاصيل بدنها، قد يُرى مثلا ثدياها أو عظام صدرها, أو بعض منكبيها أو نحو ذلك؛ فلأجل ذلك يسجى القبر أي يغطى، فيوضع على فم القبر كساء مثلا رداء أو عباءة حتى لا يرى الحاضرون جسم المرأة، أما الرجل فلا يسجى لأنه ليس بعورة يعني تفاصيل بدنه يعني كمنكبيه مثلا وصدره وما أشبه ذلك. نعم.
.. إذا كان هناك عُذْر كحرارة الشمس مثلا أو التظليل على الذي يجهزونه فلا بأس.