القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
shape
تفاسير سور من القرآن
113754 مشاهدة print word pdf
line-top
معنى قوله تعالى: يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا

...............................................................................


يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا الأليم معناه الموجع الذي يجد صاحبه شدة ألمه ووجعه، والتحقيق هو ما قدمناه مرارا أن الأليم بمعنى المؤلم، وأن الفعيل يأتي في لغة العرب بمعنى المفعل. فما ذكره بعضهم عن الأصمعي من أن الفعيل لا يكون بمعنى المفعل.
وعليه أراد بعضهم أن يفسر الأليم بأنه يؤلم به، أو يحصل بسببه ألم، وكله خلاف التحقيق. والتحقيق أن من أساليب اللغة العربية إطلاقهم الفعيل وإرادة المفعل، وهذا معروف في كلامهم، ومنه: بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ ؛ أي مبدعهما، إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ ؛ أي منذر لكم.
ونظيره من كلام العرب قول غيلان بن عقبة المعروف بذي الرمة:
ويرفع من صـدور الشمــردلات
يصـك وجوههـا ...... أليــم
أي مؤلم.
وقول عمرو بن معدي كرب الزبيدي
أمن ريحانة الــداء السميـــع
تؤرقـني وأصحــابـي هجـــوع
وقوله: الداء السميع يعني الداء المسمع.
وقول عمرو بن معدي كرب أيضا :
وخيل قد دنفــت لهــا بخيـــل
تحيـة بينهم ضــرب وجيـــع
أي موجع، وهذا هو الصحيح .

line-bottom