الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. logo القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
shape
تفاسير سور من القرآن
110708 مشاهدة print word pdf
line-top
تفسير قوله: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ

قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ .


قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ قرأ هذه الحرف عامة القراء ما عدا نافعا قارئ أهل المدينة خَالِصَةً بنصب التاء، وقرأه نافع وحده خالصةٌ بضم التاء.
ومعنى الآية الكريمة أن الكفار لما حرموا على أنفسهم لبس الثياب في الطواف، وطافوا بالبيت عراة، وحرموا على أنفسهم أيام الموسم أكل الودك والسمن، وشرب اللبن، وأكل اللحوم.
قال الله جل وعلا موبخا مقرعا للذين يتعدون عليه ويحرمون ما لم يحرم: قُلْ يا نبي الله لهؤلاء الكفرة الجهلة الذين حرموا لبس الزينة عند الطواف، وحرموا أكل المذكورات وشربها في الموسم حال التلبس بالإحرام. مَنْ هو الذي حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ .
وهي اللباس الذي يستر العورة؛ لأنه لا حالة أقبح من أن يكون الإنسان بادي الفرج عاري العورة، هذا في غاية القبح. أما إن أعطاه الله ثيابا فجمل بها ظاهره، وستر بها قبحه وعوره، هذه زينة الله التي أخرجها لخلقه.
مَنْ هو الذي حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ كلبس اللباس الذي يجمع بين ستر العورة والتجمل عند الطواف وفي غيره. مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ أخرجها؛ أي أظهرها وأبرزها من العدم إلى الوجود بأن خلقها، ويسر أسباب تناولها؛ حتى صارت في متناولهم.
وحرم وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ الطَّيِّبَاتِ التي أحلها الله وطيبها كالودك حالة الإحرام، واللبن واللحم ونحو ذلك، من هو الذي حرم عليكم هذه المحرمات، والطيبات من الرزق. والله جل وعلا يشدد النكير على من حرم ما لم يحرم.
والآيات الدالة على ذلك كثيرة كقوله: قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ والآيات في مثل هذا كثيرة جدا.
فلما قال الله لنبيه: قل لهم يا نبي الله لهؤلاء المحرمين ما أحل الله: مَنْ هو الذي حرم هذا؟ وعلم أنه لا جواب لهم أمره بالجواب الصحيح، وهو قوله: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ .

line-bottom