إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
shape
تفاسير سور من القرآن
117748 مشاهدة print word pdf
line-top
المراد بقوله كتاب

...............................................................................


والكتاب فعال بمعنىمفعول، والمعنى كلام الله مكتوب؛ فالكتاب بمعنى المكتوب. وإنما قيل له: كِتَابٌ ؛ لأنه مكتوب في اللوح المحفوظ؛ كما قال الله : بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ومكتوب في صحف بأيدي الملائكة؛ كما قال تعالى : فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ .
وكون الكتاب بمعنى المكتوب هو فعال بمعنى مفعول، والقرآن -وإن كان مكتوبا في اللوح المحفوظ- فنزوله على النبي صلى الله عليه وسلم ليس أن جبريل ينظر في اللوح المحفوظ؛ بل الله جل وعلا يكلم جبريل بما يريد إنزاله من أنجم القرآن؛ فيسمعه جبريل من كلام الله على الوجه اللائق بكمال الله وجلاله.
وإذا تكلم الله بوحيه صعق أهل السماوات من عظمة كلام رب العالمين جل وعلا؛ كما جاء مبينا في الأحاديث الصحيحة. وأول من يرفع رأسه منهم جبريل فيقولون: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ فيسمعه جبريل من كلام رب العالمين.
الذي يتكلم به الله على الوجه اللائق بكماله وجلاله المخالف لكلام خلقه من جميع الجهات. ثم يأتي جبريل فيكلم به الرسول صلى الله عليه وسلم. وأنواع الوحي بينها النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث بكثرة.
ولما كان هذا القرآن مكتوبا في اللوح المحفوظ وفي الكتب عند الملائكة سمي الكتاب، وقال الله فيه هنا: كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ والكتاب فعال بمعنى مفعول؛ أي مكتوب. وإتيان الفعال بمعنى المفعول مسموع في كلام العرب وليس قياسا مطردا. وتوجد في العربية منه أوزان معروفة ككتاب بمعنى مكتوب، وإله بمعنى مألوه؛ أي معبود، ولباس بمعنى ملبوس، وإمام بمعنى مؤتم به، فكلها فعال بمعنى اسم المفعول.

line-bottom