تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
مجموعة محاضرات ودروس عن الحج
108251 مشاهدة
المسألة الأولى: التوحيد

نعرف بعد ذلك الرسالة الثانية، الرسالة الثانية فيها ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: التوحيد، والمسألة الثانية: الاتباع، والمسألة الثالثة: الولاء والبراء.
فيقول في المسألة الأولى: إن الله خلقنا ورزقنا، ولم يتركنا هملا؛ بل أرسل إلينا رسولا؛ فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار.
واستدل بقول الله تعالى: إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا هذه الآية دليل على أن الله تعالى أرسل إلينا محمدا - صلى الله عليه وسلم-.
والآيات كثيرة في الأمر بطاعة النبي- صلى الله عليه وسلم-؛ كقوله تعالى: قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ .
وقوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ وقوله: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا و وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا .
لا شك أن طاعته هي الامتثال لما جاء به وتقبله، وترك مخالفته.
هكذا يجب على كل مسلم أن يعرف نعمة الله علينا؛ وهي أنه هو الذي خلقنا، وهو الذي رزقنا، ويرزق من يشاء، وتكفل برزق عباده.
كذلك –أيضا- أنعم علينا، أعطانا العقول التي نميز بها. وكذلك –أيضا- وفقنا للمعرفة، أعطانا الأسماع والأبصار والألسنة والقلوب والأيدي والأرجل، ويسر لنا أسباب الرزق؛ يعني: منه وحده.
ولما تمت علينا النعمة أخبر عباده بأن عليهم عبادته وطاعته، وهو أنه ما خلقهم هملا، ولا تركهم سدى.
لم يتركنا هملا؛ بل أرسل إلينا رسولا ليبين لنا. الرسل وظيفتهم أنهم يبينون للناس ما أمروا به، وما كلفوا به. يبينون للناس أنهم مأمورون بعبادة الله تعالى، ومأمورون بتذكر نعمته.
فهكذا جاءت الأدلة؛ مثل قوله تعالى: أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى يعني: مهملا، وقوله تعالى: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا ؛ يعني: مهملين، وقوله تعالى: وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ .