من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده logo إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
مجموعة محاضرات ودروس عن الحج
175628 مشاهدة print word pdf
line-top
إخلاص أعمال الحج لله تعالى

ولذلك جاء في القرآن الْحَثُّ على إخلاص العمل، قال الله تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وقال الله تعالى: فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ الإخلاص: إرادة العمل لرضا الله تعالى، وضده الشرك والرياء الذي يُحْبِطُ العمل، فلا بد من أن يكون العمل خالصا. فإن من نوى بحجه مراءاة الناس والتمدح عندهم؛ حتى يقال: فلان كثير التردد إلى الحج، فلان كثير الحج وكثير العمرة ! فليس له إلا ما نوى؛ إنما الأعمال بالنيات .
أما مَنْ قصد أن يكون عمله لله، وطلب رضا الله وثوابه وجنته، وطلب مغفرة الذنوب، ومَحْوَ السيئات، وطلب التعرض لرحمة الله تعالى وعطائه وفضله، فإن ذلك مما يُسَبِّبُ قبول العمل، والثواب عليه.
تعرفون أن هذا العمل قد رُتِّبَ عليه أَجْرٌ كبير؟! مِثْلُ قول النبي -صلى الله عليه وسلم- مَنْ حَجَّ هذا البيت فلم يَرْفُثْ ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ومثل قوله -صلى الله عليه وسلم- العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ومثل قوله -صلى الله عليه وسلم- تَابِعُوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الْكِيرُ خَبَثَ الحديد والفضة هذه أدلة تدل على فضل هذا العمل الذي قَدِمْتُمْ لأجله، فيكون أجر الإنسان على قدر إخلاصه في العمل، ونِيَّتِهِ به، فيترتب عليه أن يخرج من ذنوبه، ويترتب عليه أن يكون من أهل الجنة، ويترتب عليه أن يحصل له نفي الفقر ينفيان الفقر يحصل له الغنى وينتفي عنه الفقر، وغير ذلك من الفوائد.

line-bottom