شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
مجموعة محاضرات ودروس عن الحج
108295 مشاهدة
بيان وشرح النبي صلى الله عليه وسلم للناس مناسك الحج


أشهد ألا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله إمام المتقين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كبيرا.. أما بعد ..
فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ...
ثم إنا نحمد الله جل شأنه على توالي مننه علينا في هذه الحملة، فلك اللهم الحمد ولك الثناء، أنعمت وأعطيت فأجزلت، هذه الليلة منة من منن الله علينا في لقاء مع العلامة الجليل الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن آل جبرين بقية العلماء عالم غني عن التعريف، فمرحبا بالشيخ ومرحبا بمن مع الشيخ؛ ليحدثنا بما يفتح الله تعالى به عليه.
وقد استعد الإخوة لمجيء الشيخ فكتبوا الكثير من الأسئلة، نسأل الله تعالى أن يبارك في عمره وأن يبارك في علمه وأن ينفع به الأمة، إنه سبحانه سميع قريب، ومع الشيخ أجزل الله تعالى له المثوبة، ورفع له المنزلة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وأسعد الله أوقاتكم بكل خير، أحمد الله تعالى إليكم وأشكره، أسأله المزيد من فضله؛ فلا إله إلا هو ولا رب لنا سواه ولا نعبد إلا إياه، ونشهد أنه أرسل محمدا بالحق بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، ونشهد أن محمدا -صلى الله عليه وسلم- قد بلّغ ما أنزل إليه من ربه، وأنه بلّغ الرسالة ونصح الأمة وبيّن للناس ما يحتاجون إليه، وتعرف إلى عباده. تعرف الله تعالى إلى عباده بما نصبه لهم من الأدلة، وبيّن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما أمر به وما كلف به، ومن ذلك بيانه لمناسك الحج التي وكلت إليه؛ فإنه صلى الله عليه وسلم حج حجة الوداع وصار يبين للناس المناسك، ويقول: خذوا عني مناسككم؛ فلعلي لا ألقاكم بعدها أبدا .
وقد عمل الأعمال التي أمره الله تعالى بها، وتكلم بالكلمات التي أمر بها، وبيّن للناس ما أمر به؛ فإن الله تعالى كلفه بذلك فقال تعالى: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ أي لتوضح لهم الشيء الذي يحتاج إلى إيضاح وبيان، وأنزل عليه قوله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ فلما كلفه الله تعالى بذلك بلغ ما أنزل إليه، ولما كان في حجة الوداع خطب الناس بعرفة وبيّن لهم، وقال لهم: ليبلغ الشاهد منكم الغائب؛ فرب مبلغ أوعى من سامع، وقال: إنكم مسئولون عني فماذا أنتم قائلون؟ فقالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت فقال: اللهم اشهد، اللهم هل بلغتُ اللهم اشهد فشهد له الصحابة -رضي تعالى الله عنهم-.