من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
شرح كتاب دليل الطالب لنيل المطالب
71909 مشاهدة
نجاسة الخنزير

...............................................................................


وهل يقاس على الكلب الخنزير؟ هكذا قال أكثر الفقهاء، وقالوا: إن الخنزير أشد نجاسة من الكلب؛ فاختاروا أنه يلحق به فيغسل به سؤره أي بالسبع وبالتراب. والصحيح أنه لا يلحق به شيء؛ لأن السر خاص بالكلب. الكلب الذي فيه هذه الجراثيم هذه الحبات ولم تزل إلا بالتراب، ولا توجد في الحمر ولا في الذئاب، ولا في الخنازير ولا في غيرها. إنما هي في الكلب خاصة. فعلى هذا لا يلحق به غيره.

وهل الحكم يختص بلعاب الكلب أو بسائر نجاساته؟ الحديث جاء في لعابه إذا شرب الكلب إذا ولغ الكلب. يعني: عادة الكلب أنه يدلي لسانه، ثم يرفع الماء بلسانه؛ فتتحلل من لسانه ومن ريقه هذه الجراثيم أو هذا اللعاب الذي يعلق بحافة الإناء. فلا يلحق به بوله ولا دمه ولا عرقه. إنما هذه نجسة تغسل كسائر النجاسات.