إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) logo إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
shape
شرح كتاب دليل الطالب لنيل المطالب
118799 مشاهدة print word pdf
line-top
أخذ الشارب

...............................................................................


وقوله: وأخذ الشارب. الشارب هو الشعر النابت على الشفة العليا. أنبته الله تعالى للجمال وللزينة، ولكن شرع أخذه إذا زاد إذا تدلى على الشفة وصار يتدلى في الماء الذي يشرب فإنه يؤثر ويلوث مع أن الإنسان مأمور بأن ينظفه، ولكن مع ذلك إذا طال فإنه يشوه الخلقة فيسن قصه بالمقراض. أن يقصه بالمقراض ويكره حلقه؛ لأن حلقه كأن فيه تشويه كأنه إذا حلقه لم يكن له شارب ولا يتميز عن النساء، بخلاف ما إذا قصه بالمقراض بقيت أصوله يتميز بها أنه فيه هذا الشعر أو أصول هذا الشعر الذي هو زينة في الجمال يقول: قدروا بعضهم. جاء في صحيح مسلم تقدير ذلك بأربعين يوما يعني: تقليم الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة وقص الشارب ألا يتركوه أكثر من أربعين يوما، ولكن الناس يختلفون. فمنهم من يطول شعره بسرعة شعر شاربه قد يطول بسرعة فلا يتم عشرة أيام أو خمسة عشر إلا وقد تدلى، فمثل هذا الأولى أن يتعاهده كل أسبوع كل جمعة، ومنهم من يكون شعره غير طويل أو لا ينبت بقوة بل ينبت شيئا فشيئا فيمكن أنه يجلس شهرا أو أكثر ما ..، لكن ضابط ذلك أنه إذا طال وتدلى على الشفة عليه أن يقصه.
وكذلك شعر العانة. الناس أيضا يختلفون، فإذا طال مثلا قدر شعيرة أو نحوه فإنه يحلقه، وكذلك شعر الإبط وكذلك الأظفار. الناس يختلفون باختلاف قوة البنية قوة التركيب قوة الجسد ونحو ذلك، فيكون بقدر الحاجة من غير تحديد بمدة.

line-bottom