لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
شرح كتاب دليل الطالب لنيل المطالب
71927 مشاهدة
تغطية الأواني

...............................................................................


يقول: يسن تغطية الأواني وإيكاء الأسقية يعني: دائما يتأكد جاء في حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: غطوا الإناء وأوكئوا السقاء، فإن في الدهر ليلة ينزل فيها داء لا يصيب إناء مكشوفا ولا سقاء مفتوحا إلا دخل منه يكفي أن يعرض عليه عودا. هناك دواب من ذوات السموم تنفس سمومها في الأواني المكشوفة التي فيها شراب كلبن مثلا أو دبس أو خل أو نحو ذلك ومنها الوزغ.
الوزغ هذا الذي يكون في السقف هذا من الحشرات السامة ولذلك جاء الترغيب في قتله من قتله بالضربة الأولى فله ثلاثون حسنة، ومن قتله بالضربة الثانية فله عشرون، ومن قتله بالضربة الثالثة فله عشر حسنات ترغيبا في قتله، وكذلك الحيات والعقارب ونحوها من ذوات السموم قد تنفس سمها في الأواني المكشوفة فلذلك يتأكد على المسلم أن يحفظ أوانيه.