إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
شرح كتاب دليل الطالب لنيل المطالب
71007 مشاهدة
معنى الفطرة

...............................................................................


الفصل الذي بعده يتعلق بخصال الفطرة:
جاء في الحديث حديث أبي هريرة وحديث أيضا عن عائشة في حديث أبي هريرة يقول صلى الله عليه وسلم: الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط وحديث عائشة عشر من الفطرة - عدت منها هذه الأربع، وذكرت - الاستنشاق، وانتقاص الماء - الذي هو الاستنجاء - وغسل البراجم، وإعفاء اللحية، والمضمضة في بعض الروايات، فدل ذلك على أن هذه من الفطرة.
ما معنى الفطرة؟ قيل: الفطرة السنة يعني: من السنة وقيل: إن الفطرة هي الجبلة والخلقة التي فطر الله الناس عليها يعني أنه فطرهم على استحسان هذه الخصال، ولو لم يأت بها الشرع، واستقباح ضدها. فإنك إذا رأيت مثلا الذي قد أطال شاربه إلى أن تدلى على فمه نفر منه طبعك وأنكرته واستقبحت فعله، فإذا رأيته قد قصه استحسنت هذا الفعل.
وكذلك أيضا إذا رأيته قد حلق لحيته نفرت منه واستقبحت فعلته وتستحسن إعفاء اللحية، وإذا رأيت الذي قد أطال أظفاره حتى كأنها رؤوس السكاكين فإنك تنفر منه وتستقبح ذلك منه.