جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه
الفتاوى الشرعية في المسائل الطبية (الجزء الثاني)
159905 مشاهدة
هل يجوز للمرأة الحائض أو النفساء قراءة القرآن؟

س 230- المرأة في فترة الحيض والنفاس هل يجوز لها قراءة القرآن أم لا؟ أفيدونا مأجورين.
جـ- ورد حديث بلفظ: لا تقرأ الحائض ولا النفساء شيئا من القرآن رواه الدارقطني والبيهقي عن جابر موقوفا، وفي إسناده ضعف، ورواه الدارقطني والبيهقي عن ابن عمر مرفوعا بلفظ: لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئا من القرآن ولا تخلو أسانيده من مقال، ونظرا لضعف الأدلة على المنع لم يجزم أكثر العلماء بالتحريم، وقد صرح بالتحريم صاحب التوضيح والشرح الكبير وغيرهم، وحيث أن مدة الحيض والنفاس قد تطول فيخشى نسيان ما حفظته من القرآن، ولأنها غير ممنوعة من الذكر والدعاء والأوراد، ولأن في قراءة القرآن أجر وثواب كبير، فنرى أنه يجوز لها قراءة القرآن حفظا بدون مس المصحف، وهكذا كون المدرسة حائضا فإن هذا شيء ضروري، فيجوز أن تقوم بالتدريس حفظا وتفتح على الطالبات ولا تمس المصحف، والله أعلم.