الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. logo إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
shape
كتاب الروض المربع الجزء الثاني
132186 مشاهدة print word pdf
line-top
وجوب شد الزنار على أهل الذمة

ونحو شد زنار وبدخول حمامنا جلجل.


الزنار: هو الذي يشد في الوسط، حزام خاص يشدونه على أوساطهم، يسمونه زنارا علامة وميزة لهم. في الأثر عن الشافعي لما قيل له، لما سأله رجل عن مسألة قال: أفتى فيها النبي صلى الله عليه وسلم بكذا، فقال السائل: فما تقول أنت؟ فغضب الشافعي وقال: أتراني في كنيسة؟ أتراني في بيعة؟ أترى على وسطي زنارا؟ أقول: أفتى فيها رسول الله كذا، وتقول: ما تقول أنت؟ أتظن أني أخالف فتوى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فوبخه بأنه ليس على وسطه زنار حتى تقول: ما تقول أنت؟ يعني: حتى لا أكون مسلما، فدل على أنه من ميزة الكفار أن يلبسوا زنارا على أوساطهم، وفي قصيدة لبعض من يمدح النصارى أو يتمنى أن يكون منهم يقول:
يـا لـيتني كـنت له زنـارا
يـديـرني معـه حـيث دارا
فالزنار يلبس على الوسط ويديره ويرفعه ويخفضه؛ فهو من علاماتهم التي يتميزون بها. كذلك أيضا يلزمهم إذا دخلوا الحمام أن يجعلوا في رقابهم جلجل ؛ الجلجل هو الجرس؛ وذلك لأن الغالب في دخول الحمام الحمامات القديمة التي تحت الأرض، والتي توجد في بلاد الشام وما أشبهه، يحفرون لها في الأرض حتى يكون ماؤها ساخنا، إذا دخلها غالبا من يدخلها ألقى الثياب ولم يبق عليه إلا إزار أو سراويل قصير، فلا بد أن يكون لهم ميزة يتميزون بها، فيلزمون عند دخول الحمام بأن يجعلوا في رقابهم جرسا؛ يجلجل إذا ساروا؛ حتى يعرف أن هذا غير مسلم فيعامل بما يليق به. نعم.

line-bottom