إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
شرح نظم البرهانية
69446 مشاهدة
الأصول والفروع والحواشي

...............................................................................


المقدم.. معلوم أن الفروع الذين هم: الابن، وابن الابن، والبنت، وبنت الابن، أنهم هم الْأَوْلَى غالبًا، هم الذين يكون الإرث فيهم. وكذلك أيضًا الأب، والجد. هم لا يسقطان بحال؛ فيدل على أنهم يقومون مقام الأب؛ فَيُقَدَّمُون أيضًا. وأما البقية فَيُسَمَّون الحواشي؛ لأن الورثة ينقسمون إلى: أصول، وفروع، وحواش.
فالأصول: الأب، والجد، والأم، والجدة وإن عَلَوْا. هؤلاء أصوله، مثل أصول الشجرة -يعني- عروقها.
والفروع هم: الأبناء، والبنات، وأبناء البنين، وبنات البنين وإن بعدوا. هؤلاء -أيضًا- يُسَمَّوْنَ الفروع، بمنزلة ساق الشجرة؛ شجرة تقوم على ساق، عروقها هم الأصول، وأغصانها هم الفروع. وما ينبت حولها من الشجر الذي ينبت في منبتها هم الحواشي.
الحواشي هم: الإخوة وبنوهم وإن نزلوا، والأعمام وإن عَلَوْا، وبنوهم وإن نزلوا. يُسَمون هؤلاء حواشي؛ لأنهم كأنهم حاشِيَةُ الرجل -يعني- أقاربه ومَنْ حَوْلَهُ.