القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
شرح كتاب الآجرومية
96888 مشاهدة
النعت

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. قال المؤلف -رحمه الله تعالى- باب النعت: النعت: تابع للمنعوت في رفعه ونصبه وخفضه, وتعريفه وتنكيره؛ تقول: جاء زيد العاقل, ورأيت زيدا العاقل, ومررت بزيد العاقل.


بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه. ذكر من جملة مرفوعات الأسماء التوابع؛ فالتابع للمرفوع مرفوع، والتابع للمنصوب منصوب، والتابع للمخفوض مخفوض. وذكر أن التوابع أربعة النعت والتوكيد والعطف والبدل.
وبدأ بالنعت؛ فالنعت هو الوصف يسمى نعتا ويسمى وصفا أي صفة للمتبوع أو صفة لما يتعلق به. يقصد من هذه الصفة تكميل الكلام؛ بحيث إنه لو لم يؤت بهذا النعت؛ لبقي الكلام ناقصا، أو لم يكن مفهوما. فلذلك ينعتون الاسم أو يصفونه بما يحصل به التميز. ذكر أن النعت تابع للمنعوت في حركاته؛ فإن كان مرفوعا فالنعت يكون مرفوعا، وإن كان منصوبا نصب النعت، وإن كان مخفوضا خفض، وإن كان معرفة فالنعت معرفة، وإن كان نكرة فالنعت نكرة؛ أي يتبعه في هذا.
وكذلك أيضا يتبعه في إفراده وتثنيته وجمعه؛ فتقول مثلا: جاءني رجلان صالحان. رجلان هذا الفاعل، وصالحان هذا هو النعت. جاء رجلان صالحان منكر رجلان ومثنى ومرفوع؛ فتبعه في ثلاثة؛ تبعه في التثنية وتبعه في الرفع وتبعه في التنكير. فالتبعية تكون في واحد من علامات الإعراب، وواحد من التذكير والتأنيث، وواحد من التثنية أو الجمع أو الإفراد، وواحد من التعريف أو التنكير؛ فيتبعه في أربعة من عشرة. هذا النعت؛ العشرة ثلاثة الحركات مرفوع أو منصوب أو مخفوض، وثلاث حالة الجمع واحد أو اثنان أو جمع، واثنان تذكير وتأنيث، واثنان تعريف وتنكير. أي يتبعه في أربعة من عشرة.
فإذا رأيته مختلفا فإن ذلك خطأ. فلا تقول: جاءني رجل الصالح. رجل الصالح يعني نكرت المتبوع وعرفت التابع، ولا تقول: جاء زيد صالح. زيد معرفة وصالح نكرة؛ بل لا بد أن يتفق في التعريف والتنكير. والنكرة اسم جنس شائع يصلح لكل فرد؛ يصلح لهذا ولهذا. فأنت تقول مثلا: هذا مسجد واسع؛ مسجد هنا نكرة، رأيت مسجدا واسعا؛ مسجدا نكرة، دخلت في مسجد واسع؛ مسجد نكرة.
فإذا عرفته قلت: ذهبت إلى المسجد الواسع؛ المسجد أصبح معرفة والواسع صفة له معرفة أيضا. علامة التعريف أن تدخله الألف واللام إذا كان اسم جنس. والتنكير أن ينون إذا كان اسم جنس. أما إذا كان اسم علم فإنه ينون، ولو كان معرفا؛ فإن الأسماء المعرفة الأعلام منونة. يقولون مثلا: زيد رجل صالح، والزيدان رجلان صالحان، والزيدون رجال صالحون أو رجيلون صالحون. فهنا زيد وسعد وخالد هذه منونة، وهي معرفة لأنها أسماء أعلام.
وأما رجل وبيت وجبل وأرض وامرأة ونخلة؛ فهذه منكرة؛ أسماء منكرة. إذا قلت: رجل صدق على هذا وهذا وهذا، ثم إنك ميزته فقلت: رجل صالح، رجل طويل، رجل عالم، رجل جاهل؛ فتصفه بما يتميز به. وتقول مثلا: جاءني رجل صالح راغب في العلم. رجل فاعل جاءني، صالح نعت. والنعت تابع للمنعوت في إعرابه؛ فتبعه فى الرفع علامة رفعه الضمة الظاهرة، وراغب نعت أيضا نعت ثان صادق عليهما صدق على الأول مرفوع، مرفوع بما رفع به المتبوع.
فإن كان مثنى فإنك تقول مثلا؛ إن كان علما: جاءني الزيدان الصالحان الراغبان في الخير. فالزيدان مثنى علامة رفعه الألف لأنه مثنى، والصالحان صفة أو نعت، والنعت تابع للمنعوت؛ فتبعه في الرفع؛ فالزيدان الصالحان مرفوع. هذه واحدة من علامات الإعراب ومثنى ومعرف ومذكر؛ تبعه في أربعة من عشرة.
فإن كان مؤنثا قلت مثلا: جاءتني امرأة صالحة قانتة تائبة عابدة؛ فتقول: امرأة فاعل جاء وهو مرفوع علامة رفعه الضمة الظاهرة. امرأة صالحة نعت مرفوع أيضا بالتبعية؛ النعت يتبع المنعوت في إعرابه. وهكذا إذا قلت: قانتة تائبة عابدة كل هذا نعت. فإن كان مجموعا جمعته بالألف والتاء؛ مثل قوله تعالى: عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ أزواجا منصوب، خيرًا صفة قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ كلها صفة؛ صفة لأزواج. كلها منصوبة وعلامة نصبها الكسرة عوض عن الفتحة لأنه جمع مؤنث. وجمع المؤنث السالم ينصب بالكسرة. فاتفقا في أنه منصوب هذه واحد من ثلاثة، وأنه مجموع واحد من ثلاثة، وأنه منكر؛ ولذلك نون وأنه مؤنث. فالنصب هنا مسلمات واحد من ثلاثة الرفع والنصب والخفض، والجمع واحد من ثلاثة الإفراد والتثنية والجمع، والتأنيث واحد من اثنين مذكر مؤنث، والتنكير واحد من اثنين تعريف وتنكير.
فالحاصل.. أن النعت تابع للمنعوت في رفعه ونصبه وخفضه، وتعريفه وتنكيره، وإفراده وجمعه وتثنيته، وتذكيره وتأنيثه. أي يتبعه في هذه العشرة. ولكنه إنما يجتمع فيه منها أربعة .
ثم تارة يكون النعت للاسم الأول، وتارة يكون للاسم التابع له. فإذا قلت مثلا: جاءني رجل صالح أبوه؛ فصالح هنا ليست صفة للرجل، ولكنها للاسم الذي بعده الذي هو أبوه. إذا قلت مثلا: استزارني رجل واسع بيته؛ فواسع ليست صفة لرجل، ولكنها للاسم الذي بعده بيته. فيتفطن للنعت أنه تابع للمنعوت في رفعه أو في نصبه أو في جره، وهي التي يمكن الخطأ فيها.
وأما البقية فالخطأ فيها قليل. يتفطن لهذا ولو كثرت النعوت، ولو طال الفصل. إذا طال الفصل؛ فإن ذلك لا يرد؛ لا يرد أن يتبعه فإذا قلت مثلا: جاء إبراهيم بن محمد الرجل الصالح؛ فالرجل الصالح هنا صفة لإبراهيم، ولو فصل بينها وبينه النسب ابن محمد مثلا، وكذلك إذا فصل بينهما بفاصل أجنبي؛ فإن النعت باق على إعرابه؛ فيتفطن له بأنه تابع له في الإعراب، وأن إعرابه سواء كان مرفوعا بالألف أو مرفوعا بالواو أو مرفوعا بالحركة، أو منصوبا بالحركة أو منصوبا بالكسرة أو منصوبا بالياء، أو نحو ذلك كما تقدم.