شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
شرح كتاب الآجرومية
96866 مشاهدة
العلامة الأولى: السكون

...............................................................................


أما الجزم، فالجزم هو السكون، الحرف إما أن يكون ساكنا وإما أن يكون متحركًا. فالحركات ثلاثة: حركة شبيهة بالواو، وهي الضمة، وحركة شبيهة بالياء، وهي الكسرة، وحركة شبيهة بالألف، وهي الفتحة. فإذا لم يكن متحركا فإنه ساكن. الحرف إما متحرك وإما ساكن. وقد عرفنا أن الجزم خاص بالأفعال، ولا يكون في الأسماء، لكن إسكان آخر الاسم يسمى وقفا، فإنك تقول: جاء سعيدْ، وَتُسَكِّنُهُ، والأصل: سعيدٌ، وتقول: عن سعيدْ، والأصل عن سعيدٍ والتسكين لأجل الوقف. وأما الفعل فإنه ينجزم إذا دخل عليه حرف جزم، ولكن للجزم علامتان: السكون والحذف.
بدأ بالسكون لأنه الأصل، فإن كان الفعل صحيح الآخر فإنه يسكن آخره، تقرأ قوله تعالى لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ هذه كلها أفعال مجزومة بلم، وعلامة جزمها السكون.