إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
شرح كتاب الآجرومية
96990 مشاهدة
العلامة الثالثة: الألف

...............................................................................


بقي عندنا الألف تكون علامة للرفع في تثنية الأسماء خاصة، التثنية: الاسم المثنى الاسم الذي يدل على اثنين رجلان جاء الرجلان رجلان مثنى مرفوع علامة رفعه الألف لو كان منصوبا لجعلنا بدل الألف ياء فقلنا رأيت رجلين فكل لفظ دل عن اثنين وأغنى عن المتعاطفين إذا قلت رجلان أغناك عن أن تقول جاء رجل ورجل تختصر وتقول جاء رجلان بدل ما تقول جاء رجل ورجل، وتقول مثلا: هاتان امرأتان بدل ما تقول امرأة وامرأة، أو تقول مثلا هذان كتابان بدل ما تقول كتاب وكتاب رفعه بالألف، المثنى هو لفظ دل على اثنين وأغنى عن المتعاطفين بزيادة في آخره صالح للتجريد قلنا صالح للتجريد ليخرج ما ليس صالحا للتجريد وإن دل على اثنين، فإذا قلت مثلا: جاء اثنان هل يصلح للتجريد تحذف الألف والنون الأخيرة ما يصلح يعني ما يقال مفرده اثن بخلاف رجلان مفرده رجل تحذف الألف والنون، وتقول رجل تزيد ألف ونون فهي تصير اثنين رجلان هذا إذا كان مرفوعا علامة رفعه الألف بدلا عن الضمة لأنه مثنى.