شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
شرح كتاب الآجرومية
96875 مشاهدة
القسم الثالث: الحرف

...............................................................................


وأما الحرف، فهو لُغَةً: الطَّرَفُ، فيُقَال:ُ هذا حرفُ الوادي -مثلا- يعني: طَرَفُهُ، هذا حرف البلد، يعني: طرفه، كما يقال مثلا: هذا حرف هذه الطاولة، يعني طرفها؛ ولكن كلمة الحرف اصْطُلِحَ على أنها واحد الحروف الهجائية، التي أولها الألف وآخرها الياء, ثم أطلقه النحويون على كلمات تكلمت بها العرب، وكَمَّلَتْ بها الكلام.
فقالوا: الحرف كلمةًٌ دَلَّتْ على معنى في غيرها، ولم تقترن بزمان، أي: أن الحروف لها معانٍ، وسيأتينا معاني بعضها، كلمة مِنْ تدل على الابتداء مثلًا، وكلمة على: تدل على العلو، فهي دالة على معنى ولم تقترن بزمان، وقسموها أيضا إلى ثلاثة أقسام: حرف مختص بالأفعال، وحرف مختص بالأسماء، وحرف مشترك بينهما.
فحروف الْجَرِّ تختص بالأسماء، وحروف الْجَزْمِ تختص بالأفعال، وبقية الحروف تدخل على الأسماء والأفعال، كهل وبل، فهذا توضيح هذه الأقسام، وعلاماتها تأتي إن شاء الله.