الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
شرح كتاب الآجرومية
96900 مشاهدة
القسم الثالث ظن وأخواتها

...............................................................................


وأما ظننت وأخواتها وهي: ظننت وحسبت وخلت وزعمت واتخذت ووجدت وسمعت ورأيت إلى آخرها، هذه تنصب المبتدأ والخبر على أنهما مفعولان لها؛ فهي تنسخ الاثنين. فإذا قلت مثلا: ظننت المسجد واسعا. المسجد واسعا اسمان واقعان بعد ظننت، أو ظننت البيت ممتلئا، ظننت الكتاب نافعا، حسبت زيدا حاضرا، كلاهما مفعول بهذا الفعل. هذه هي النواسخ.
وذكر بعضهم أنها قد تنصب ثلاثة فيما إذا أدخلت حرفا عليها. إذا قلت مثلا: أعلمت زيدا عمروا حاضرا؛ يعني أخبرته بحضور عمرو؛ فتكون الثلاثة منصوبة. وهذه وجوه الإعراب في هذه النواسخ. وهي ظاهرة والحمد لله.