لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
شرح كتاب الآجرومية
97004 مشاهدة
العلامة الثانية: الواو

...............................................................................


يقول وأما الواو فتكون علامة للرفع في موضعين في جمع المذكر السالم وفي الأسماء الخمسة وهي أبوك وأخوك وحموك وفوك وذو مال إن هذه الواو الواو تكون علامة للرفع في هذين الموضعين.
جمع المذكر السالم ويعرفونه بأنه ما دل على أكثر من اثنين وأغنى عن المتعاطفين بزيادة في آخره صالح للتجريد وعطف مثله عليه ليس من باب أفعل فعلاء ولا من باب فعلان فعلى دل على أكثر من اثنين إذا قلت مثلا المسلمون فهم أكثر من اثنين يعني الذي يقال مسلمات، المؤمنون المصلون الداخلون القارئون الحافظون الحاضرون الذاكرون الصائمون يسمى هذا جمع مذكر سالم لأن مفرده لم تتغير حروفه وإنما زيد فيه بالواو والألف أو بالواو والنون أو بالياء والنون مسلمون أو مسلمين فتقول في قوله تعالى: التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ التائبون جمع تائب حروف المفرد ما تغيرت تائب فقط زدت فيه بالواو والنون في آخره فصار جمع مذكر سالم تائب تائبون حامد حامدون ما تغير مفرده حروف المفرد باقية إلا أنه زيد فيه واو ونون فيقال إذا كان مرفوعا علامة رفعه الواو الواو التي في آخره التي تلي المفرد، حروف المفرد.
إذا قلنا مثلا مسلم آخرها الميم حروف المفرد زد بعد الميم واوا ونونا فقل مسلمون فيصير جمع جمع مذكر سالم سلمت حروفه، فإذا كان مرفوعا فإنه يرفع بالواو فتقول جاء المسلمون حضر المصلون مرفوع لأنه فاعل علامة رفعه الواو هذا علامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم. وأما النون فهي عوض عن الحركة والتنوين في الاسم المفرد لما كان الاسم المفرد فيه حركة وفيه تنوين جيء بهذه النون المفتوحة عوضا عن الحركة والتنوين في الاسم المفرد إن هذا جمع المذكر السالم.
وأما الأسماء الخمسة فإنها أيضا ترفع بالواو. الأسماء الخمسة هي التي سمعنا ومن الصعوبة إذا أضيف إذا التقى به بالحركة فلأجل ذلك أشبعوا الحركة وجعلوا الإعراب على الحرف الذي بعد الحركة، يستثقل أن يقال جاء أبك ورأيت أخك فلما استثقل لقلة الحروف أشبعوا الحركة وجعلوا بعدها حرفا من جنسها فإن كانت الحركة ضمة أشبعوها وقالوا أبوك جعلوها واوا وإن كانت فتحة أشبعوها وقالوا رأيت أباك، جعلوها ألفا. وإن كانت كسرة أشبعوها وقالوا مررت بأبيك.
فإن صار الإعراب علامة الإعراب فإذا كان مرفوعا بهذه الواو التي بعد الباء أبوك أو بعد الخاء أخوك أو بعد الميم حموك الحمو لا يطلق إلا على المرأة حمو المرأة هو أخو زوجها أو قريب زوجها، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: الحمو الموت لما قيل لما قال: إياكم والدخول على النساء قيل أرأيت الحمو فقال الحمو الموت .
فالحاصل أن الحمو على حرفين حاء وميم فاحتيج في الإعراب إلى المبالغة فقلبت الحركة أو أشبعت الحركة فجعلت واوا فقيل حموك. وأما الفو فهو الفم تحذف منه الميم ويبقى فاء فتشبع الفاء بضمة فيقال فوك. وأما ذو فهي تكون من الأسماء الخمسة إذا دلت على معنى الصحبة إذا دلت على إثارة معنى صاحب فيقال ذو مال يعني صاحب مال، فإذا كانت هذه مرفوعة جاء ذو مال هذا فوك مرفوعة وعلامة رفعها الواو لأنها من الأسماء الخمسة، واشترطوا لإعرابها أربعة شروط:
الأول: أن تكون مضافة.
والثاني: أن تكون إضافتها لغير ياء المتكلم.
والثالث: أن تكون مفردة.
والرابع: أن تكون مكبرة فإذا اختل شرط من هذه الشروط فإنها تعرب بالحركات. فإذا قلت مثلا: هذا أب وهذا أخ ورأيت أبا ورأيت أخا غير مضاف فإنه يعرب بالحركات.
وإذا قلت مثلا: هذا أبي وجاء أبي ورأيت أخي مضافا إلى ياء المتكلم فإنه يعرب بحركة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة. وإذا قلت مثلا: هذا أُبيك ورأيت أُخيك فإنه يعرب بالحركة لأن الياء التي ياء التصغير أصبحت حرفا ثالثا فاستغني بها عن الواو، أبيك وأخيك مصغر، خويك ذوي مال مصغر يعني هذه مصغرة فالتصغير جعلها تعرب بالحركات لزيادة حرف. وإذا قلت مثلا: هؤلاء آباؤك؛ آباؤك جمع أب وأحماؤك جمع حم فإنه يعرب أيضا بالحركات هذه شروطها.