إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
شرح كتاب الآجرومية
96877 مشاهدة
أقسام المبتدأ

...............................................................................


ثم ذكر أنه ينقسم إلى قسمين: المبتدأ: ظاهر ومضمر، فالظاهر، هو: الاسم الذي تظهر عليه الحركات، مثل زيد، وخالد، وبشر، وعمرو، زيد قائم، وبشر حاضر، وعمرو حافظ، وسعيد قائل. هذا ظاهر، وكذلك إذا كان مثنى، وكذلك إذا كان مجموعا، ظهوره أنها تظهر عليه علامات الإعراب، تظهر عليه الحركات.
وأما المضمر، فهو: الضمير الذي يدل على إنسان لم يُفصَح باسمه. والضمائر تقدم أنها قد تكون أربعة عشر، ولكنهم يجعلونها غالبا اثني عشر؛ لأنها تتداخل، اثنان للمتكلم نحو: أنا ونحن. فيقول المتكلم: أنا حاضر، ونحن حاضرون. وستة للمخاطب؛ لأن المخاطب إما أن يكون مفردا، أو مفردة، المفرد تقول مثلا: أنت حافظ، وأنت حافظة، أو يكون مثنى مذكرا، أو مؤنثا، فتقول للرجلين: أنتما حاضران، وتقول للأنثيين: أنتما حاضرتان. فتقول: هذا مبتدأ وخبر، المبتدأ: مضمر، والخبر: ظاهر- ظهرت عليه علامات الإعراب. واثنان للجمع، جمع الرجال، فتقول: أنتم سامعون، وجمع الإناث: أنتن سامعات، فأنتم ضمير للرجال، وإعرابه مقدر، تقول: مبني على السكون محله رفع على الابتداء، وكذلك: أنتن: مبني على الفتح، محله رفع بالابتداء؛ لأنه ضمير.
فهذه ستة للمخاطب، المخاطب، والمخاطبة، والمخاطبان، والمخاطبتان، والمخاطبون، والمخاطبات. وستة للغائبين؛ لأن الغائب إما أن يكون مفردا، أو مفردة، فتقول: هو غائب، وهي غائبة، هو: ضمير مبني على الفتح محله رفع على الابتداء، غائب: خبره.
هي: ضمير محله رفع على الابتداء مبني على الفتح، غائبة خبره. وقد يكون مثنى، فتقول للرجلين: هما حافظان، وللأنثيين: هما حافظتان، فتقول: هما مبتدأ، أو في محل رفع على الابتداء، لكنه مبني لأنه ضمير. غائبان أو غائبتان خبره. واثنان للجمع، فتقول لجمع المذكر: هم سامعون مطيعون، وتقول للمؤنث: هن سامعات مطيعات. فتعرب هم بأنه مبتدأ ضمير مبني على السكون محله رفع على الابتداء، وهن ضمير مبني على الفتح محله رفع على الابتداء، وكذلك خبره ظاهر.