(يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
شرح نظم البرهانية
70641 مشاهدة
مقاسمة الجد للإخوة وصورها

...............................................................................


وإذا كان كذلك فنقول: ما كيفية توريثهم؟ كيفية توريثهم أنهم ينقسمون إلى قسمين: تارة لا يكون هناك أصحاب فرض؛ وإنما جد وإخوة وليس هناك أصحاب فروض؛ فينظر في الأحظ للجد فيعطى الأحظ من المقاسمة، أو ثلث المال، ينظر ما هو الأحظ له.
فتارة تكون المقاسمة أحظ له من ثلث المال، وتنحصر في خمس صور، وضابطها أن يكونوا أقل من مثليه، إذا كانوا أقل من مثليه فالمقاسمة أحظ له، خمس صور:
الصورة الأولى: جد وأخت. أليس الأخت نصفه؛ لأنه ينزل منزلة أخ؟ إذا كان ما معه إلا أخت فإنه له الثلثان ولها الثلث بمنزلة الأخ.
الصورة الثانية: جد وأختان. الأختان مثله فلهما سهمان وله سهمان.
الثالثة: جد وثلاث أخوات، أليس الثلاث مثله مرة ونصف؟ المسألة من خمسة؛ لهن ثلاثة وله اثنان؛ لأنهن مثله مرة ونصف.
الصورة الرابعة: جد وأخ أليس الأخ مثله؟ المسألة من اثنين؛ للجد واحد وللأخ واحد.
الصورة الخامسة: جد وأخ وأخت، جد وأخ وأخت مثله مرة ونصف، فهذه خمس؛ إما أن يكون نصفه أو مثله أو مثله مرة ونصف، نصفه: جد وأخت، ومثله: جد وأختان أو جد وأخ، ومثله مرة ونصف: جد وثلاث أخوات، وجد وأخ وأخت. هؤلاء خمس فيها المقاسمة أحظ له. إذا كانوا مثلاً جد وأخ وأخت. الجد له سهمان، والأخ له سهمان، والأخت لها سهم، أليس له الخمسان؟ الخمسان أكثر من الثلث، ففي هذه الخمس الصور المقاسمة أحظ له.