إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
80665 مشاهدة
نماذج لأولياء وأتباع آخرين

...............................................................................


يقول: وأعظم من ذلك وأطم: أنهم يستغيثون بالطواغيت والكفرة والمردة يستغيثون بهم في الشدائد، عندما تشتد بهم الأزمات لا يجدون من يغيثهم إلا مثل هؤلاء الطواغيت -يعني- المعظمون عندهم، والكفرة -يعني- الذين يعبدونهم وهم في الحقيقة كفرة، ووصفهم بأنهم مردة جمع مارد، ومثل لهم في قوله مثل: شمسان وإدريس يقال له: الأشقر ويوسف وأمثالهم، وهؤلاء كان لهم قبور تعظم، ويدعونها من دون الله في نجد وفيما حوله.
ولم يذكر المؤرخون شيئا من تاريخهم كثيرا؛ إلا أنهم معروف أنهم لهم مكانة عند العامة، العامة يحبونهم في ذلك الزمان، ويدعونهم، ويعظمونهم.

وقد ذكر بعضهم -أيضا- الشيخ المؤلف في كتابه الذي سماه: كشف الشبهات فهذا الكشف كتبه جوابا لبعض العلماء في زمانه، من أهل الأحساء وغيرهم لما كتبوا إليه ينكرون عليه، فيقولون: كيف تجعلنا مثل المشركين الأولين، وتستبيح دماءنا، ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ونصلي، ونصوم، وندعو الله، ونؤمن بالبعث بعد الموت، ونقرأ القرآن، ونقرأ السنة، فكيف تكفرنا وتجعلنا من المشركين؟! فعند ذلك رد عليهم بهذه الرسالة، وأخبر بأنهم أفسدوا عباداتهم؛ حيث إنهم غلوا في الصالحين كما فعل قوم نوح في أولئك الصالحين في زمانهم، وأن غلوهم هذا أوصلهم إلى الشرك، وأنهم أشركوا بالله –تعالى- شركا عظيما أعظم من شرك الأولين.
فأولا: أن الأولين يشركون في الرخاء، ويخلصون في الشدة، وأنتم شرككم دائم في الرخاء والشدة.
وأن الأولين يدعون أناسا صالحين مثل: عيسى وأمه والعزير واللات، وكذلك قوم نوح يدعون ودا وسواع ويغوث ويعوق ونسرا قوم صالحون، أو يدعون أحجارا وأشجارا ما أذنبت، مخلوقة من صخرة بأمر الله –تعالى- ومطيعة له، ولا تخرج عن طاعته وتسجد لأمره، كما أخبر الله بأن الأشجار تسجد في قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ يعني: كلها تسجد بأمر الله، فأولئك يدعون هؤلاء الصالحين، وأما أهل زماننا فإنهم يدعون من يشهدون بمعاصيهم وبفضائحهم، يدعون أناسا ينقلون عنهم منكرات وأعمالا سيئة؛ ومع ذلك هم الذين يدعونهم.