إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
80715 مشاهدة
من شروط كلمة التوحيد: العلم

...............................................................................


من هذا الحديث أخذوا شرطا من شروط لا إله إلا الله. تعرفون أن العلماء -أئمة الدعوة- جمعوا شروط لا إله إلا الله، وأوصلوها إلى سبعة، ونظمها بعضهم بقوله:
علـمٌ, يقينٌ, وإخلاصٌ, وصـدقُكَ مَعْ
مَحَبَّـةٍ, وانقيـادٍ, والقبـولِ لهـا
ففي هذا البيت سبعة شروط من شروط لا إله إلا الله:-
أولها: العلم. ودليله: قول الله تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أي: اعرف ذلك وتَحَقَّقْهُ. إذا عرفته وتحققتَهُ؛ فإنك تفهم معناه، اعلم.
وضد ذلك: الجهل. فإن الذي يقول: لا إله إلا الله؛ ولكن يجهل ما تدل عليه، ولا يتصور أنها تنفي الإلهية عن غير الله، وتُثْبِتُهَا لله، لا يقع في قلبه لهذه الكلمة وَقْعٌ، ولا يكون لها في نفسه أثر؛ بل كأنه أمر عادي لا يُنْكِرُهُ، ولا يستكثر من عبادة غير الله، ولا يستنكرها، فلا بد أن يكون القائل لهذه الكلمة عالما بما تدل عليه.