قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. logo    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
shape
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
140319 مشاهدة print word pdf
line-top
عبودية نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام-

...............................................................................


وهكذا أيضا ما ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جاءه بعض الأعراب، لما رأوه هابوه، واقشعرت قلوبهم، ورأوا أنه ليس من جنس الناس؛ فتواضع لواحد منهم، وقال: إنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد من باب التواضع، القديد: هو اللحم المجفف، كانوا يقددونه، يعني: يقطعونه شرائح، ثم ييبس، ثم بعد ذلك يطبخونه، ويأكلونه، ويسمونه قديدا. يعني: أنه من أنزل اللحوم؛ ومع ذلك تأكله! يعني: أنا ابن امرأة من قريش، لست ملكا، ولست إلها.
ولما جاءه بعض أصحابه، وأرادوا أن يرفعوا مجلسه قال: إنما أنا عبد، أجلس كما يجلس العبد، وآكُلُ كما يأكل العبد هذا -أيضا- تواضع منه، ما يحب أنهم يعتقدون فيه شيئا يرفعه عن طوره الذي هو العبودية؛ فإنه بشر، خصه الله -تعالى- بالوحي، أنزل عليه الوحي؛ ليكون بذلك رسولا؛ وليكون نذيرا: تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا خصه الله بأن أنزل عليه الوحي، ومَيَّزَهُ بذلك؛ وإلا فإنه عبد! وهو -أيضا- يدعو الناس إلى عبادة ربه، يقول: أيها الناس! اعبدوا ربكم، قولوا: لا إله إلا الله، لا تصرفوا شيئا من الإلهية لسواه؛ فإنه هو الإله الحق، وما سواه لا تصلح له الإلهية. فإذا كان هذا حال محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ مع ما فَضَّلَهُ الله به: أنه عبد، وأنه ليس بإله.

line-bottom