لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
shape
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
141303 مشاهدة print word pdf
line-top
بدع وخرافات تنسب للجيلاني

...............................................................................


فيذكرون عن هؤلاء الذين سموهم أولياء قصصا مكذوبة، لا أصل لها، فإذا نظرنا في تلك القصص؛ وجدنا أنها مكذوبة؛ ومع ذلك فإنها راجت على كثير من هؤلاء الجهلة، وصاروا يعتقدون في هؤلاء الذين سموهم أولياء، يعتقدون فيهم أنهم يعلمون الغيب، وأنهم يشفعون بدون إذن الله، وأنهم ينفعون مَنْ دَعَاهُمْ! ومِنْ تلك القصص: في عبد القادر الجيلاني لا شك أنهم يعتقدون في مثل هؤلاء، يعتقدون فيهم ما يسمونهم بالولاية.
وفيما حكوا عن الجيلاني حكايات باطلة: يذكرون أن امرأة جاءت إليه، وقالت: إن ابني مات، وإنه وحيدي، وإني ليس لي ابن غيره! ولما قالت له ذلك.. صعد وطار في السماء، وأدرك ملكَ الْمَوْتِ وقد جمع الأرواح التي قبضها في ذلك اليوم!! فقال له: رُدَّ روح فلان.. فقال: لا أردها. فأخذ الزندير الذي فيه تلك الأرواح، ثم نثر ما فيه من الأرواح؛ فرجعت كل روح إلى جسدها، وعاش أولئك الذين ماتوا في ذلك الوقت!! بسبب أن هذا الذي هو الجيلاني أَنَّهُ شفع في هذه المرأة، وأحيا ولدها!
لا شك أن هذا من جملة الخرافات.
كذلك ذكروا: أنه أُتِيَ بكبش مَشْوِيٍّ، ولما أكلوا ما عليه من اللحم، قال له: قُمْ يا كبش! فقام الكبش حَيًّا بعدما أكلوا لحمه!! بعدما طبخوه وشووه.
خرافات كثيرة يذكرونها عن الجيلاني الذي يسمى عبد القادر الجيلاني من أجلها اعتقدوا فيه.
إذا نظرنا في سيرته: هو من الْعُبَّاد.. اشتغالُه بالعبادة وبالتصوف أكثرُ مِنِ اشتغاله بالعلم، له كتاب مطبوع اسمه: الْغُنْيَة، وتكلم فيه على العقيدة، وعلى كثير من الأحكام؛ ولكنه لم يكن محققا في العلوم اليقينية؛ فلأجل ذلك وقع في كتابه الكثير من الأحاديث الموضوعة، وما أشبهها.

line-bottom