شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
76140 مشاهدة
توحيد الألوهية

بسم الله الرحمن الرحيم
قال المؤلف -رحمه الله-
ولكن الأمر الثاني.. هو الذي كفرهم، وأحل دماءهم وأموالهم، وهو: أنهم لم يشهدوا لله بتوحيد الألوهية.
وتوحيد الإلهية: هو ألا يدعى ولا يرجى إلا الله وحده لا شريك له، ولا يستغاث بغيره، ولا يذبح لغيره، ولا ينذر لغيره، لا لملك مقرب، ولا لنبي مرسل، فمن استغاث بغيره فقد كفر، ومن ذبح لغيره فقد كفر، ومن نذر لغيره فقد كفر، وأشباه ذلك.
وتمام هذا.. أن تعرف أن المشركين الذين قاتلهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانوا يدعون الصالحين، مثل: الملائكة وعيسى وأمه وعزير وغيرهم من الأولياء، فكفروا بهذا؛ مع إقرارهم بأن الله -سبحانه وتعالى- هو الخالق الرازق المدبر.


السلام عليكم ورحمة الله،،
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
يقول: إن الأمر الذي كفرهم به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والذي كانوا به كفارا، والذي حلت به دماؤهم وأموالهم.. هو شركهم في توحيد الألوهية، لم يشهدوا لله –تعالى- بتوحيد الألوهية، امتنعوا أن يقولوا: لا إله إلا الله؛ وذلك لأنهم يعرفون أنهم إذا قالوها أبطلوا آلهتهم التي كانوا يتألهونها، يعرفون أن التأله: هو التحبب والتودد إلى تلك المألوهات، فيسمونها آلهة؛ لأن قلوبهم تألهها -أي- تحبها وتخافها وترجوها وتعظمها وتتواضع أمامها، فسموها آلهة لأجل أنها تألهها قلوبهم. وكأنه يقول: إن القبوريين في هذا الزمان فعلوا كفعلهم؛ فإنهم يألهون الأموات، قلوبهم تأله الأموات، تتواضع لهم، وتخضع وتخشع، وتلين قلوبهم أمام قبور أولئك المعظمين عندهم، ويدعونهم كما يدعى الله، ويدعون الأضرحة وأصحاب القبور، ويصرفون الدعاء لهم، ويستغيثون بهم، ويتقربون إليهم بأنواع القربات، ويذبحون لهم، وينذرون لهم، فكانوا بذلك مشركين. بمعنى: أنهم جعلوا هذه الحقوق التي هي خالص العبادة لأولئك الأموات ولتلك الجمادات، فكان هذا هو الذي كفرهم وأحل دماءهم وأموالهم؛ وذلك لأنهم لما دعوا غير الله –تعالى- صدق عليهم أنهم مشركون؛ لأنهم جعلوا أولئك المدعويين شركاء لله في استحقاق العبادة، ومن أشرك مع الله غيره فقد كفر.
وقد توعد الله على الشرك بأشد الوعيد، فتوعد عليه بعدم دخول الجنة وبدخول النار، قال الله تعالى: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ وعيد شديد؛ ولكنه على ذنب كبير وهو ذنب الشرك، مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ يعني: أنه كافر بذلك، وقال الله تعالى: وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ذُكر أن معنى الآية: أنه يلقى في النار، ويكون مثل الذي خر من السماء. لو أن إنسانا صعد به إلى السماء ثم ألقي ماذا يصير؟ وهل يصل إلى الأرض سالما؟ تتخطفه الطير في الجو، وتهوي به الريح، تحمله وتهوي به في مكان سحيق. فكأن المراد: أنه يلقى في النار وتهوي به الريح في مكان من النار سحيق جزاءً على شركه. فهذا جزاؤهم في الآخرة، أما في الدنيا فإن النبي -صلى الله عليه وسلم– كفرهم، أخبر بأنهم كفار بهذا الشرك، واستحل دماءهم وأموالهم، وأمر بقتالهم حتى يدينوا لله بالتوحيد، قال الله تعالى: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ؛ لأنهم مشركون، إلى متى؟ فَإِنْ تَابُوا أي: تابوا عن الشرك، والتزموا التوحيد وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ .
كذلك قال الله تعالى في آية أخرى: أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ أخبر بأنهم يكفرونكم، وأنتم تكفرونهم، يعتقدون أنكم بتوحيدكم على ضلال، وأنتم تعتقدون أنهم بشركهم ضالون، وإذا كانوا ضالين فيجب عليكم أن تقاتلوهم حتى يتركوا ذلك الشرك؛ وحتى يخلصوا العبادة لله –تعالى- وحده.
هكذا ثبت أيضا أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة؛ فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم وحسابهم على الله .
والمراد بقول: لا إله إلا الله: العمل بها، إذا قالوا: لا إله إلا الله عملوا بها؛ بأن جعلوا الإلهية لله وحده، وتركوا التأله لغيره، والتزموا بما تدل عليه لا إله إلا الله.
ويقول في هذا الحديث: فإذا قالوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وفي رواية: إلا بحق الإسلام ومعلوم أن حق لا إله إلا الله: العمل بها، العمل بـ لا إله إلا الله، وكذلك إعطاؤها حقها، فأداء أركان الإسلام من حق لا إله إلا الله، وتحريم المحرمات من حق لا إله إلا الله. وكذلك الالتزام بالعبادات من حق لا إله إلا الله، فمن أتى بـ لا إله إلا الله لفظا ولم يأت بحقها لم تعصمه.
وإذا قلت: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يأمر بالكف عمن قال: لا إله إلا الله. صحيح أن في حديث أسامة أنهم قاتلوا قوما من المشركين فانهزم المشركون، يقول أسامة فأدركت رجلا منهم أنا وأحد الأنصار؛ فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله، فكف عنه الأنصاري، وقتلته أنا، يقول: فأنكر علي النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: أقتلته بعدما قال: لا إله إلا الله؟! كيف تفعل بـلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟ حتى قال أسامة حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ، يعني: من توبيخه على قتله لرجل قال: لا إله إلا الله؛ وذلك لأن المشركين إذا قالوها عملوا بها؛ لأنهم يعلمون أنها تدل على التوحيد، وأنها تبطل الشرك، وأنها تبطل الآلهة الكثيرة التي كانوا يألهونها؛ فلذلك قالوا: متى كان المشركون جاحدين لـ لا إله إلا الله فإنهم يقاتلون حتى يدينوا بها، ويعملوا بها، فإذا كانوا يقولون: لا إله إلا الله؛ ولكن يجحدون معناها.. قوتلوا حتى يقروا بمعناها؛ حتى يدينوا حقا بما تدل عليه، ويكونوا من أهلها حقا، فأما إذا كانوا يقولونها بألسنتهم ويخالفون ما تدل عليه بأعمالهم؛ فإنها لا تعصمهم بأن يقاتلون.

وهذا هو ما عمله الشيخ محمد -رحمه الله- في أهل زمانه؛ وذلك لأنهم يقولون: لا إله إلا الله؛ ومع ذلك لا يعملون بها؛ بل يجعلون مع الله آلهة أخرى؛ وإن لم يسموها آلهة، فيقال لهم: إن العبرة بمعناها، ليس العبرة بلفظها، فعليكم أن تحققوا ما تدل عليه؛ وذلك بأن تجعلوا الله –تعالى- هو مألوهكم، هو الإله الذي يجب أن تدينوا له بجميع أنواع العبادة، ولا تتألهوا لغيره؛ فإن ذلك شرك، فأنتم إذا تألهتم لغيره فقد أشركتم؛ ولو قلتم: لا إله إلا الله؛ فإنها لا تمنعكم ولا تعصمكم.
فالفرق بين مشركي القبوريين في هذه الأزمنة ومشركي العرب: أن الأولين يعرفون مدلولها؛ فلذلك يقولون: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا ويقولون: حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ ويقولون: أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا هاهم يسمونها آلهة؛ لأن قلوبهم تألهها، وأنتم تسمونهم أولياء وقلوبكم تألهها، والفرق في الأسماء لا يخول الفرق في المعاني، فإذا كان المعنى واحدا فلا يغني التفريق في الأسماء.
أهل زمان المؤلف يرد عليه علماؤهم، علماء مشهورون فيقولون: كيف تجعلنا مثل المشركين؟ ونحن نقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ونقر بالقرآن، ونقر بالبعث بعد الموت، ونصلي، ونصوم، ونحج، ونزكي؟! فيقول لهم: إنكم قلتم: لا إله إلا الله؛ ولكن خالفتم مدلولها؛ حيث جعلتم مع الله آلهة أخرى؛ ولكنكم سميتموهم سادة أو أولياء أو شفعاء أو وسطاء أو شهداء أو ما أشبه ذلك، فصرفتم لهم العبادة؛ فبطل توحيدكم وصرتم مشركين، وعلى هذا لا تنفعكم صلاتكم ولا صومكم ولا صدقاتكم ولا أعمالكم، ولا ينفعكم إيمانكم في الآخرة، ولا شهادتكم لمحمد بالرسالة، ولا القرآن بأنه كلام الله، كل ذلك بطل بشرككم؛ وذلك لأن الشرك يحبط الأعمال ويبطل ثوابها، والدليل قول الله تعالى: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ خطاب للنبي -صلى الله عليه وسلم- وللأنبياء قبله وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ -يعني- من الأنبياء لَئِنْ أَشْرَكْتَ إذا كان هذا للنبي -صلى الله عليه وسلم- فبطريق الأولى يكون لأمته، فيقال لكل واحد من الأمة: لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ .
وكذلك أيضا قال الله تعالى عن الأنبياء: أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ قال الله تعالى عنهم: وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ يعني: لو أشرك هؤلاء الأنبياء الذين ذكروا في الآيات التي في سورة الأنعام -ثمانية عشر من الأنبياء ذكروا في هذه الآية- فيقول: ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا ولو أشرك الأنبياء -وحاشاهم عن ذلك- لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فالشرك يحبط الأعمال، ويبطل أجرها، ويصير صاحبه من أهل النار، على مقتضى الآيات التي ذكرنا.
وكذلك الأحاديث مثل قول النبي -صلى الله عليه وسلم- من لقي الله يشرك به شيئا دخل النار كلمة شيئا تعم القليل والكثير، وفي حديث آخر: من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار والند: هو الشبيه والمثيل. أن يدعو الله ويدعو غيره ندا، أو يدعو ذلك الند من دون الله، وقد ذكرنا مثال ذلك في كلام ابن القيم في النونية قوله:
والشـرك فـاحذره فشـرك ظاهـر
ذا القسـم ليس بـقابـل الغفـران
وهـو اتخـاذ النـد للرحمـن أيـا
كــان مـن حجر ومـن إنسـان
يدعـوه أو يرجـوه ثـم يخـافـه
ويحبـــه كمحبـــة الديــان
فهذا هو الشرك الذي يحبط الأعمال، وهو الشرك الأكبر، وكذلك جميع أنواع الشرك تحبط ما قارنها من الأعمال، أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن الشرك الأصغر -أيضا- يحبط ما قارنه من العمل، في قوله: أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر فسئل عنه، فقال: الرياء يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل إليه فجعله بذلك مشركا، وكذلك في الحديث القدسي: أن الله يقول للذين يشركون –يراءون- اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون بأعمالكم فانظروا هل تجدون عندهم من ثواب أعمالكم شيئا؟ .
وفي حديث آخر: أن الله يقول: أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك به معي غيري تركته وشركه وغير ذلك من الأحاديث المشهورة.
فمتى أشرك الإنسان بطل توحيده، وإذا بطل توحيده بطلت صلاته وصدقاته وسائر أعماله، ولم ينفعه إقراره بالشهادتين-يعني كلاما- ولم ينفعه تصديقه بالقرآن، ولا تصديقه باليوم الآخر؛ بل يرد ذلك كله، فيكون كأنه ما عمل شيئا، ويعاقب على شركه، فيقال: شركك هو الذي أحبط أعمالك، وصرت بسببه مشركا خارجا من الإسلام حلال الدم والمال. فالمشركون الأولون ما شهدوا لله –تعالى- بتوحيد الألوهية.