إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
shape
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
143736 مشاهدة print word pdf
line-top
الرسول الكريم

...............................................................................


كذلك يقول: وأجلُّ من هؤلاء مثل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمعنى: أنهم -أيضا- في الأزمات وفي الشدائد يدعون النبي -صلى الله عليه وسلم- يا رسول الله.. أنجنا، يا رسول الله.. خذ بأيدينا، وما أشبه ذلك.
ذكر بعض المؤلفين وهو الشيخ عبد الله بن سعدي العبدلي في رسالة له في بعض الخرافات المنتشرة في قضاء الظهير وما حوله، ذكر أن الشرك متمكن هناك والخرافات، وروى قصة: أن رجلا كان يسوق له بقرا، فصعد مع عَقَبة في جبل من تلك الجبال من جبال تهامة فصعد ببقره، ولما أشرف على ذروة الجبل سقط ثور من البقر الذي يسوقه، ولما سقط الثور تدهده مع الجبل، عند ذلك.. أخذ صاحبه يدعو، يقول: يا رسول الله.. أنجه، يا محمد أنجه، يا محمد يا رسول الله؛ ولكن الثور لا زال يتدهده، ولما آيس أخذ يدعو الجن: يا جن.. أمسكوه، يا جن من حولي.. أمسكوه، محمد ما نفعني، محمد يشتهي المرقة، محمد يشتهي المرقة، فسر ذلك بأنه يقول: إن محمدا يريد أن يموت جملي حتى يطبخه، ويأكل من مرقته؛ ولأجل ذلك ما نفعني. فأفسد دينه وأشرك بالله، ودعا محمدا ودعا الجن؛ ومع ذلك مات ثوره وما انتفع، فأشرك وأبطل عمله وبطل أجره.
هذا دليل على أنهم في الأزمات ما يشركون إلا في حالة الشدة، في حالة الرخاء يشركون ويخلصون، وأما في حالة الشدة فيشتد شركهم؛ بخلاف المشركين الأولين.

line-bottom