إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
shape
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
140378 مشاهدة print word pdf
line-top
تحقيق التوحيد الخالص شرط دخول الجنة

بسم الله الرحمن الرحيم
وفي حديث آخر: من قال: لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله إلى غير ذلك من الأحاديث الدالة على جهالة أكثر الناس بهذه الشهادة، فاعلم أن هذه الكلمة نفي، وإثبات:
نفي الإلهية عما سوى الله ـ سبحانه وتعالى ـ من المرسلين؛ حتى محمد -صلى الله عليه وسلم- ومن الملائكة؛ حتى جبريل؛ فضلا عن غيرهما من الأنبياء والصالحين.
وإثباتها لله -عز وجل -.
إذا فهمت ذلك.. فتأمل الألوهية التي أثبتها الله -تعالى- لنفسه، ونفاها عن محمد -صلى الله عليه وسلم- وجبريل وغيرهما أن يكون لهم منها مثقال حبة من خردل .


نعم. السلام عليكم ورحمة الله،،
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هذا الحديث في صحيح مسلم وغيره أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: مَنْ قال: لا إله إلا الله، وكفر بما يُعْبَدُ من دون الله، حرم ماله ودمه، وحسابه على الله -عز وجل- .
لما ذكره المؤلف -رحمه الله- في كتاب التوحيد علق عليه بمسائل، بقوله: فإنه لم يجعل التَّلَفُّظَ بها عاصمًا للدم والمال؛ بل ولا معرفةَ معناها مع لفظها؛ بل ولا الإقرارَ بذلك؛ بل ولا كَوْنَهُ لا يعبد إلا الله وحده لا شريك له؛ حتى يُضِيفَ إلى ذلك الكفرَ بما يُعْبَدُ من دون الله؛ فإن شك.. فيا له من بيان ما أوضحه! ومن حُجَّةٍ ما أقطعها للمنازع!. وذلك لأنه لم يكتفِ بقول: لا إله إلا الله؛ حتى أضاف إلى ذلك قوله: وكفر بما يعبد من دون الله. أي: اعتقد أن كل المعبودات من دون الله فإن عبادتها باطلة، وأنهم لا يستحقون شيئا من العبادة؛ بل العبادة لله -تعالى- وحده، ليس شيء منها لغيره.
فَمَنْ عبد مع الله غيره ما نفعته كلمة لا إله إلا الله؛ حيث إنه أبطلها. وإذا قال: أنا لا أعبد إلا الله؛ ولكن لا أُكَفِّرُ الذين يعبدون غيره، ولا أُضَلِّلُهم!؛ بل إنهم مجتهدون!؛ وإنهم مؤمنون يأتون بالشهادتين!. فنقول: إذا لم تُضَلِّلْهُمْ فإنك مُقِرٌّ لهم على ما يعبدونه؛ لِأَنَّ مَنْ أَقَرَّهُمْ، وصَحَّحَ مذهبهم، فقد أجاز عبادة ما سوى الله-تعالى-. ولا شَكَّ أن هذا من إقرار الكفر، أو إساغته، وبيان أو إبانة أنه صواب، وأن الشرك لا حرج فيه، وأن عبادة غير الله جائزة؛ ولو قال: إني مُوَحِّدٌ، ما عبدتُ غير الله.

line-bottom