اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . logo اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية
213617 مشاهدة print word pdf
line-top
الرقية بالأدعية غير الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم

سؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
هل يعد من الرقى الشرعية قراءة بعض الأدعية غير الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مع تقييدها بدعاء الله وحده وسلامتها من ذرائع الشرك، وكذلك قراءة بعض السور والآيات التي لم يرد في السنة بخصوصها شيء، إنما يستحسنها الراقي، ويرقي بها مكررًا لها بأعداد معلومة، دون الاعتقاد بأن العدد له أثر في الشفاء، فهل هذا جائز?
الجواب: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
لم تحدد الرقية الشرعية في سور مخصوصة ولا آيات معدودة ولا أدعية معينة، بل أطلقت كما في قوله -صلى الله عليه وسلم- لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا .
فمتى كانت القراءة سالمة من دعاء الجن أو الشياطين، أو الذبح لغير الله ولو ذبابًا، أو العمل المخالف للشريعة، كأكل النجاسات أو ترك الصلوات، إذا سلمت من ذلك فهي جائزة بلا كراهة، فإن الله وصف القرآن كله بأنه شفاء ورحمة للمؤمنين، ولم يحدد آيات خاصة، وهكذا أمر بالدعاء في قوله: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ولم يخصص لهم لفظًا معينًا يقتصرون عليه في الدعاء، ولا بأس بتكرار الآيات والأدعية ولو عشرات المرات، فإن كلام الله -تعالى- شفاء، كالفاتحة ونحوها، وكذا تكرار الأدعية المأثورة ونحوها .

line-bottom