إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه logo الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
shape
الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية
214498 مشاهدة print word pdf
line-top
تحضير الأرواح ما هو إلا تحضير للشياطين

سؤال: يشتغل أناس بتحضير الأرواح ويسلكون طرقًا مختلفة فيعتمد بعضهم على كوب صغير أو فنجان أو حروف قد رسمت فوق منضدة وتتكون إجابات الأرواح المستحضرة على الأسئلة الموجهة لهم من مجموع الحروف بحسب ترتيب تنقل الكوب أو الفنجان فيها ومنهم من يعتمد على طريقة السلة، يوضع في طرفها قلم يكتب الإجابات على أسئلة السائلين، فهل الذي يحضر الروح -كما يزعمون- أم القرين أم شيطان? وما حكم الشرع في ذلك؟
الجواب: يقصد بالأرواح جنس الجن الذين خلقهم الله من النار، فهم أرواح بلا أجساد، ويقصد بتحضيرها نداؤها وطلب حضورها حتى تتكلم ويسمع كلامها البشر، ومعلوم أن الله قد حجبهم عنا، وأن أبصارنا تخرقهم كما قال -تعالى- عن إبليس: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ؛ والمراد بقبيله جنسه وما كان على مثل خلقته كالملائكة والجن، وقد أعطاهم القدرة على التشكل بأجساد متنوعة، فيظهرون في صور حيوانات وحشرات وهوام متعددة، ولهم قدرة على ملابسة الإنسان، كما قال -تعالى- لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ وقال -صلى الله عليه وسلم- إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم .
فالمسلم متى تحصن بذكر الله ودعائه، وتلاوة كتابه، والعمل الصالح، والبعد عن الحرام؛ فإن الله يحرسه، ولا تقدر الجن على ملابسته ولا التسلط عليه إلا ما شاء الله، وأما التحضير المذكور في السؤال فلا شك أن المحضِّر إما أن يكون من خدام الشيطان الذين يتقربون إليهم بما يحبون، أو يكتب حروفًا غير مفهومة تحتوي على شرك أو دعاء لغير الله؛ فتجيبه الجن ويسمع كلامها الحاضرون، والغالب أنه يحضر شخصًا ضعيف العقل والدين، قليل الاهتمام بالذكر والدعاء حتى يلابسه الجني ويتكلم على لسانه، ولا يفعل ذلك إلا السحرة والكهنة ونحوهم، ولا يمتنع أن يسمع الإنسان كلام الجن المسلمين، كما يشاهد أنهم يوقظونه للصلاة أو للتهجد وهو لا يراهم، والله أعلم .

line-bottom