إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية
129485 مشاهدة
علاج الضيق والاكتئاب النفسي

سؤال: أنا فتاة في العشرين من العمر، مسلمة وملتزمة ومتزوجة من حوالي عام ونصف، وبحمد الله رزقت من حوالي ستة أشهر بمولود، وكانت الولادة طبيعية بحمد الله، وبعد الولادة بحوالي أسبوع أصبت بحالة ضيق شديد، ولم يحدث لي هذه الحالة، ولم يبق لي قابلية للاهتمام بأي شيء حتى المولود، وقد عُرضت على أخصائي نفساني وأخذت العلاج إلى فترة قريبة، ولم يحدث من هذا العلاج عودتي إلى طبيعتي كما كنت قبل الولادة، وقد زهقت من طول فترة العلاج.
وأسأل الله أن توفقوا في معرفة علاج شرعي لهذا الضيق واكتئاب النفس أو العلاج الأمثل لكي أعود إلى طبيعتي ورعاية زوجي وابني وخدمة البيت، وإني قد سمعت من فترة ماضية من الحديث الذي يقول: ماء زمزم لما شُرب له فإني أرجو من الله توضيح هذا الحديث، وهل هو ينطبق على حالتي النفسية أم هو للحالات العضوية؟ وإذا كان ماء زمزم يفيد بإذن الله في شفاء حالتي هذه، فكيف يمكن نقله إليّ?
الجواب: ثقي بالله -تعالى- وأحسني الظن به، وفوّضي أمرك إليه، ولا تيأسي من رحمته وفضله وإحسانه؛ فإنه -سبحانه- ما أنزل داء إلا أنزل له شفاء، وعليك الأخذ بالأسباب، فاستمري في مراجعة الأطباء المتخصصين في معرفة الأمراض وعلاجها، واقرئي على نفسك سورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس ثلاث مرات، وانفثي في يديك عقب كل مرة، وامسحي بهما وجهك وما استطعت من جسمك، وكرري ذلك مرات ليلًا ونهارًا وعند النوم، واقرئي على نفسك أيضًا سورة الفاتحة في أي ساعة من ليل أو نهار، واقرئي آية الكرسي عندما تضطجعين في فراشك للنوم؛ فذلك من خير ما يرقي الإنسان به نفسه ويحصنها من الشر.
وادعي الله -تعالى- بدعاء الكرب، فقولي: لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم وارقي نفسك أيضًا برقية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقولي: اللهم رب الناس، مذهِب البأس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا إلى غير ذلك من الأذكار والرقى والأدعية التي ذكرت في دواوين الحديث وذكرها النووي في كتاب رياض الصالحين وكتاب الأذكار.
أما ما ذكرت عن ماء زمزم من أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ماء زمزم لما شرب له فقد رواه الإمام أحمد وابن ماجه عن جابر بن عبد الله عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو حديث حسن، وهو أيضًا عام، وأصح منه قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في ماء زمزم: إنها مباركة، وإنها طعام طعم، وشفاء سقم رواه مسلم وأبو داود وهذا لفظ أبي داود ؛ فإذا أردت منه شيئًا أمكنك أن توصي من يحج من بلدك ليأتي بشيء منه في عودته من حجه.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .