إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
shape
شرح كتاب دليل الطالب لنيل المطالب
122498 مشاهدة print word pdf
line-top
التطيب

...............................................................................


يسن التطيب فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الحلوى والطيب. الطيب جاء في حديث طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه وطيب النساء ما خفي ريحه وظهر لونه فالنساء يتطيبن بالأشياء التي لها لون كزعفران أو وَرس أو عصفر أو كركم. تصفر به خديها وذراعيها ونحو ذلك. هذا الطيب المعتاد للنساء، لكن إذا كانت في بيتها فلا مانع من أن تتطيب بالعود يعني: دخان العود أو بدهن العود إذا لم تكن خارجة للناس. أما إذا تطيبت وخرجت فإنه لا يجوز لها. جاء في حديث أيما امرأة تطيبت ثم مرت بالرجال ليجدوا ريحها، فهي كذا وكذا أي زانية يعني: عليها إثم، وأما الرجل فإنه يندب أن يكون ريحه طيبا دائما فيتعاهد الطيب، ويتطيب كل يوم أو كل يومين. يطيب ثيابه ويطيب لحيته، ويطيب كفيه وعمامته ليكون طيب الرائحة؛ لأن الملائكة تألف الروائح الطيبة، والشياطين تألف الروائح القذرة.

line-bottom