إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
اللؤلؤ المكين من فتاوى الشيخ ابن جبرين
294804 مشاهدة
الرجوع في الصدقة

السؤال: س183
اتصل بي أحد الأصدقاء من خارج المملكة وقال: إنني مريض، وأحتاج إلى بعض المال لإجراء عملية في القلب لعلاج الصمام، وقد تم أن جمع له مبلغ من المال، وبعد ذلك اتضح هذا الشخص أنه كذاب ، والمال موجود لدي، فهل يجوز لي أن أعطيه إلى محتاجين من أقاربي خارج المملكة وفيهم من هو مريض، وفيهم من يعول أسرة كبيرة ؟
الجواب:-
هذا المال الذي جمعته من المحسنين قصدوا به وجه الله والدار الآخرة، ولا يجوز رده عليهم؛ لأنهم أخرجوه صدقة، فيحرم عليهم الرجوع فيه، لكن عليك أن تصرفه في المساكين والمرضى والمنكوبين وذوى الحاجة من المسلمين من قريب أو بعيد.