اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
شرح كتاب الآجرومية
100402 مشاهدة
النوع الثاني: الخفض بالإضافة

...............................................................................


كذلك الجر أيضا يحصل بالإضافة، ذكر أن الإضافة على قسمين: ما يُقَدَّرُ بِمِنْ، وما يُقَدَّرُ باللام. الذي يقدر بِمِنْ، إذا قلت مثلا: بابُ ساجٍ، وثوبُ خزٍّ، وخاتمُ حديدٍ. حديدٍ: مجرور؛ لأنه مضاف، أي: تقديره: خاتم من حديد، وثَوْبٌ من قطن، ثوبُ قطنٍ، ثوبُ خزٍّ، ثوبُ حريرٍ. وكذلك إذا قلت مثلا: خبزُ بُرٍّ، خبزُ شعيرٍ، التقدير: خبزٌ من بُرٍّ، وأشباه ذلك. وأما الذي يُقَدَّرُ باللام، فهو الذي يقتضي الملك، غلامُ زيدٍ، أي: غلام لزيد. ثوبُ عمرٍو: أي ثوب لعمرٍو.
وأما التوابع فقد تقدمت، العطف والتوكيد والبدل.
انتهى شرح كتاب الآجرومية، نسأل الله تعالى أن ينفع بهذا الشرح وأن يجزي الشيخ عبد الله بن جبرين خير الجزاء...