إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
شرح كتاب الآجرومية
100377 مشاهدة
النوع الرابع: الفعل المضارع صحيح الآخر

...............................................................................


كذلك أيضا الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء، يعرب بالحركات، ولكن قد تقدم أن الكسر لا يدخل على الأفعال، فالأفعال إما أن تكون منصوبة، أو مرفوعة، أو ساكنة مجزومة. فتقول: يقومُ مرفوع بالضمة، لن يقومَ: منصوب بالفتحة. هذا فعل مضارع. لم يقمْ: مجزوم بالسكون، السكون يظهر على الأفعال: لم يقمْ ولم يقعدْ، مثل قوله: لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ هذا مجزوم بالسكون، ومثل قوله: فَلَنْ أَبْرَحَ منصوب بالفتحة، ومثل قوله: اللَّهُ يَعْلَمُ يعلم: مرفوع بالضمة.
فالفعل المضارع معرب، يرفع بالضمة، يعلمُ يدخلُ يقومُ، وينصب بالفتحة: لن يقومَ ولن يدخلَ ولن يبرحَ، يجزم بالسكون: لم يقمْ ولم يقعدْ. أما إذا كان معتل الآخر فإنه يجزم بحذف آخره، الحرف الأخير منه يحذف عندما يجزم. فمثلا: الفعل يصلي معتل الآخر بالياء، فإذا جزمته حذفت الياء، فتقول: لم يصلِّ تحذف الياء، تقرأ لم يصلِّ ولم يزكِّ، ولكنها ليس فيها ياء، لم يصلِّ ولم يزكِّ معتل بالياء، وكذلك إذا قلت لم يرمِ تحذف الياء، وتكتبها لم يرمِ، وكذلك إذا كان معتلا بالواو، لم يدعُ لم يرجُ معتل بالواو، فتحذف الواو وتكتبها: لم يرجُ لم يدعُ، وأشباه ذلك. فهذه هي المعربات بالحركات تأتينا بعد ذلك المعربات بالحروف وهي التي لا يتغير آخرها.