إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
شرح كتاب الآجرومية
100299 مشاهدة
العلامة الثانية: التنوين

...............................................................................


ومن علامات الاسم: التنوين، يقولون: تعريف التنوين: نونٌ ساكنةٌ زائدةٌ تلحق آخر الاسم لفظًا، وتفارقه خَطًّا، وتُكْتَبُ الكلمة بدون هذه النون، ويُسَمَّى هذا النوع تنوينَ التمكينِ؛ لأن هناك أنواعًا من التنوين كتنوين الْعِوَض، وتنوين التَّرَنُّمِ، ونحوها، ولكن المراد هنا: تنوين التمكين، النون التي تدخل على آخر الاسم، تدخل عليه وهو مجرورٌ أو منصوبٌ أو مرفوعٌ.
فإن كان اسم علم منصرف دخلت عليه بكل حال، فتقول مثلا: أشهد أن محمدًا رسول الله، محمدًا ليس فيه نون، وإنما هذه نون التمكين، يقرؤها اللسان نونًا ساكنةً، ولكنها زائدة، نونٌ ساكنةٌ زائدةٌ، تلحقُ الاسمَ لفظًا وتفارقه خطًّا ووقفًا، وتقول: رأيت مسجدًا واسعًا، تَمُدُّ الدَّال والعَيْنَ في الكتابة، ولا تُدْخِلُ عليها نونًا.
وهكذا الأسماء -أسماء الأعلام- فإنك تقول: كَلَّمْتُ خالدًا، وجلست عند عمرٍو، ومررت بسعدٍ، وهذا زيدٌ مقبلٌ، ونحو ذلك، يدخل هذا التنوين على الاسم الْعَلَمِ، وكذلك على اسم الفعل، أو على المصدر، وعلى اسم الفاعل واسم المفعول، يدخل عليه هذا التنوين، فمثاله: إذا قلت مثلا: هذا كتابٌ مقروءٌ، كتابٌ اسم، مقروءٌ اسم مفعول، رجلٌ قارئٌ، رجلٌ: اسم جنس، وقارئٌ اسم فاعل.
وإذا قلت: قرأتُ قراءةً، أوْ قرآنًا، قراءةً وقرآنًا: مصدر، كما تقول: كتبتُ كتابةً مصدر، دخلت دخولًا: مصدر، وهو اسمٌ دخلت عليه هذه العلامة وهي التنوين، العلامة الواضحة لها أنها لا تكتب في آخر الكلمة، يقرؤها اللسان، ولا تكتب في آخر الكلمة للاستغناء عنها، باللفظ أو بالمد إذا كان منصوبا؛ لأنه يوقف عليه بالألف إذا كان منصوبا، فإنه لا يوقف عليه بالسكون المنصرف، بل يوقف عليه بالألف، فتقول: قرأت قرآنًا كثيرَا، إذا وقَفْتَ: ولا تقل: كثيرًا ثم تقف، عند الوقوف تقف عليه بالألف.
وتقول: اكْتَسَبَ مالًا طَيِّبَا ثم تقفُ، ولا تُنَوِّنْ طيبَا يوقف عليها بالألف، ما يحتاج التنوين إلا إذا كان لا يقف، بل يسرد الكلام، ولبستُ ثوبًا جديدَا، تقف بالْأَلِف، ولا تقل جديدًا، هذا معنى كونها يُوقَفُ عليها بالألف، جديدًا منونٌ، ولكن لم نتلفظ بالتنوين، واكتفينا بالألف، وأما ثوبًا فلم نقف عليه، فصار منونا -فيه هذه النون الظاهرة- ومع ذلك لم يوقف عليه، ومع ذلك فإنه يكتب بالألف، ثوبا تمد الباءُ كما هو معروف بالإملاء في الكتابة.
وأما إذا كان مجرورا فإنه يوقف عليه بالسكون، وكذلك المرفوع، فتقول: هذا مسجدٌ واسعْ، تقف بالسكون، لا تقل واسعٌ ثم تسكت، وتقول: هذا مالٌ كثيرْ، تقف بالسكون، ولا تحرك الراء، هذا مال كثير، هذا كسب طيب، أو تقول مثلا: أكلتُ من طعامٍ طيبٍ وشربتُ من ماءٍ قراحٍ.
وإذا سكتَّ وقفت على آخر الكلمة بدون تنوين، ومنه قوله تعالى: هذا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شرابُهُ لو وقفت على فرات لم تُنَوِّنْ: هذا عذبٌ فراتْ -بدون تنوين- ولكنك لما أنك وصلت قلت: هذا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شرابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ إذا وقفت على أجاج وقفت بدون تنوين: هذا عذب فراتْ، هذا ملح أجاجْ.
والحاصل أن التنوين يوقف عليه بالألف إن كان منصوبا، ويوقف عليه بالسكون إذا كان مجرورا أو كان مرفوعا، إذا قلت: شربتُ من ماءٍ طيبْ، وأكلتُ من مالٍ حلالْ، فالحاصل: أن التنوين من علامات الاسم، لا يدخل إلا على الاسم المراد به هذا النوع.