إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
شرح كتاب الآجرومية
100284 مشاهدة
عن

...............................................................................


وأما (عن) فإنها أيضا تدخل على الاسم، فإذا قلت مثلا: رميت السهم عن القوس، القوس هو الذي يرمى به، والقوس آلة مقوسة يعني نصف دائرة، والسهم هو الذي يرمى به، هو الذي يذهب فيصيب الصيد ونحوه، فإذا قلت: رميت السهم عن القوس، يعني: أبعدته عنه، وجاوزت به عنه، دل على أن القوس اسمٌ دخلت عليه (عن)، دخل عليه هذا الحرف، ودل على أنه مجرور لما دخل عليه هذا الحرف، فأفادتنا إذا قلت رميت، فعل، وفاعل، والسهم مفعول به، وعن القوس: جار ومجرور، نستفيد ثلاثة أشياء: اسمية مدخولها، والحكم عليه بالجر، وأمرا معنويا، وهو: المجاوزة، أي: أن السهم جاوز القوس، تعداه وقد كان مرتبطا به، ولـ عن أيضا معانٍ كثيرة، فإذا قلت مثلا: نقلت هذا الكلام عن فلان، أو رويت عن الصحابي، فإنها دخلت عليه، ودل على أنه اسم.