شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
شرح كتاب الآجرومية
100285 مشاهدة
تعريف الفاعل

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. قال -رحمنا الله تعالى وإياه- باب الفاعل. الفاعل هو: الاسم المرفوع المذكور قبله فعله. وهو على قسمين: ظاهر ومضمر. فالظاهر نحو قولك: قام زيد ويقوم زيد، وقام الزيدان ويقوم الزيدان، وقام الزيدون ويقوم الزيدون، وقام الرجال ويقوم الرجال، وقامت هند وتقوم هند، وقامت الهندان وتقوم الهندان، وقامت الهندات وتقوم الهندات، وقامت الهنود وتقوم الهنود، وقام أخوك ويقوم أخوك، وقام غلامي ويقوم غلامي، وما أشبه ذلك.
والمضمر. اثنا عشر؛ نحو قولك: (( ضربت، وضربنا، وضربتَ، وضربتِ، وضربتما، وضربتم، وضربتن. وضرب، وضربتْ، وضربا، وضربتا، وضربوا، وضربن )).


قال رحمه الله باب الفاعل. بعد أن ذكر المرفوعات مجملة أخذ يذكرها مفصلة. ذكر أولها هناك الفاعل؛ فيقول الفاعل: هو الاسم المرفوع المذكور قبله فعله؛ فبين أن الفاعل من الأسماء لا من الأفعال، وبين أن فعله يكون قبله. فإن كان الفعل بعده فليس بفاعل بل هو مبتدأ. إذا قلت: زيد يقوم؛ فإنه مبتدأ. فأما إذا تقدمه فعله فإنه فاعل مذكور قبله فعله.