شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
شرح كتاب الآجرومية
100411 مشاهدة
المفعول معه

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
قال -رحمه الله تعالى في متن الآجرومية- باب المفعول معه:
وهو: الاسم المنصوب الذي يذكر لبيان من فُعِل معه الفعل؛ نحو قولك: ((جاء الأميرُ والجيشَ )) و (( استوى الماءُ والخشبةَ )).
وأما خبر (( كان )) وأخواتها، واسم (( إن )) وأخواتها فقد تقدم ذكرهما في المرفوعات. وكذلك والتوابع فقد تقدمت هناك.


بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد
ذكر أن المنصوبات خمسة عشر، يعني من الأسماء، ثم سردها جملة ثم فصلها أبوابا. وكان من جملتها المفعول معه. قالوا: إن المفعولات متعددة أشهرها المفعول به، وهو: الاسم الذي يقع عليه الفعل؛ نحو: اعبدوا الله، أو نحو: اتقوا ربكم. كذلك أيضا مثل قولهم: اتبعوا نبيكم، أطيعوا الله ورسوله. وكذلك إذا قيل: اقرءوا القرآنَ، أقيموا الصلاةَ، آتوا الزكاةَ، هذا يسمى المفعول به.
ومنها المفعول له، وقد تقدم مثل قولهم: قام زيد إجلالا لعمرو، وأعبد الله اتقاءَ عذابه أو خوفَ عذابه، هذه الكلمة تسمى مفعولا له.
ومنها المفعول المطلق. هو الذي يقال له مفعول، ولا يقال به ولا له ولا معه، وهو ما يعرف بالمصدر، ويسمى المفعول المطلق. وقد تقدم أيضا أن المصدر هو: الاسم الذي يجيء ثالثا في تصريف الفعل. ومنها المفعول معه. فأصبح عندنا المفعول به والمفعول معه والمفعول له والمفعول فقط. .. الآن في المفعول له؛ تقدم المفعول له.
ونحن الآن في المفعول معه. ذكر في تعريفه أنه: الاسم الذي يذكر معه الفعل، ومثل له بهذين المثالين: جاء الأمير والجيشَ، واستوى الماء والخشبةَ. المعنى: جاء الأمير مع الجيش، فالجيش هاهنا ما أرادوا مجيئه وإنما أرادوا معية الأمير له، أي جاء في معية الجيش، جاء الأمير والجيشَ؛ أي مصاحبا الجيش. وكذلك قولهم: استوى الماء والخشبةَ، أي ارتفع الماء إلى أن حاذى الخشبةَ. إذا كان هناك خشبة مثلا في عرض البئر، ثم إن البئر ارتفع ماؤها بسبب الأمطار ونحوها إلى أن حاذى الخشبة أو الصخرة؛ قالوا: استوى الماء والخشبةَ، يعني مع الخشبة أي حاذاها، فيسمى هذا مفعولا معه.
وفي الحقيقة أنه لا بد أن يقع عليه فعل ينتصب به. أي لا بد أن يكون هناك ما يعمل فيه؛ لأن المنصوبات لا بد من عوامل تعمل فيها، فيكون التقدير: مصاحبا أو محاذيا الخشبة، فتدخل في المفعول به. جاء الأمير مصاحبا الجيشَ، يعني محاذيا له ومرافقا له. ولكنهم سموه مفعولا معه، فلا بد أن يكون هناك عامل؛ لأن الأسماء المنصوبة لا تنتصب إلا بعامل يعمل فيها، فلذلك يقال العامل فيه مقدر، التقدير: مصاحبا الجيشَ، فتكون كلمة مصاحبا - معروف أنها كلمة حالية - أي حال كونه مصاحبا. وقد تقدم أن الحال يعمل أيضا عمل الفعل. فكذلك مصاحبا، وكذلك أيضا محاذيا الخشبة؛ استوى الماء وارتفع محاذيا الخشبةَ، أو حتى حاذى الخشبةَ.