شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
كتاب الروض المربع الجزء الأول
93824 مشاهدة
من شروط الزكاة الإســــلام

والثاني: إسلام، فلا تجب على كافر أصلي أو مرتد فلا يقضيها إذا أسلم.


لأن الزكاة عبادة, والكافر لا تقبل منه العبادات, فلا تُقبل منه الصدقات ولا التبرعات ولا النفقات ولا الصلات، النفقات المالية لا تُقبل منه ولا تنفعه, فلا زكاة في أمواله التي يملكها وهو كافر. ولأنه ليست ملكا له, إذا تولى عليه المسلمون أخذوها واغتنموها، فهي ملك للمسلمين، وإنما تَوَلَّى عليها بحكم الغلبة، فإذا أسلم بقيت في ملكيته, واعتُبِر كأنه اكتسبها في ذلك الوقت، ولا يؤمر بقضاء ما مضى؛ لأنه يُعتبر كأنه كسب حصل له في تلك الحال, يستقبل الحول بعد إسلامه. نعم.