الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
فتاوى الصيام
133146 مشاهدة
صيام التاسع والعاشر من محرم

س113: هل يستحب صيام التاسع والعاشر من محرم ؟
الجواب: صيام يوم عاشوراء مستحب، وقد ورد في فضل صيامه أحاديث، منها قول النبي -صلى الله عليه وسلم- إن صوم يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، ولما قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة رأى اليهود يصومونه، فلما سألهم قالوا: إن هذا اليوم أنجى الله فيه موسى وأغرق فيه فرعون فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- نحن أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه.
أما التاسع، فلم يثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صامه، ولكن قد روي عن ابن عباس وغيره تفسير يوم عاشوراء بأنه التاسع، وروي أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع وفي رواية: مع العاشر وقال -صلى الله عليه وسلم- خالفوا اليهود، صوموا يوما قبله، أو يوما بعده ؛ فدل ذلك على أن صيام التاسع مشروع كصيام العاشر، بل يستحب للمسلم أن يكثر من الصيام في هذا الشهر، ففي الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم .
تنبيه:
هذا اليوم -الذي هو العاشر من محرم- وقعت فيه واقعة في الصدر الأول، وهي مقتل الحسين -رضي الله عنه- فإنه قتل في اليوم العاشر.
ولما قتل في اليوم، وكانت الرافضة -قبحهم الله- ممن يغالون في علي وذريته كالحسن والحسين وأبنائهما؛ عند ذلك ابتدعوا في هذا اليوم بدعا، ولا تزال بدعهم إلى الآن، ومن بدعهم النوح والمأتم والتحزين، وأعمال الجاهلية من ضرب الخدود وشق الجيوب، ونتف الشعر، والدعاء بالويل والثبور طوال هذا اليوم من كل سنة، كما روجوا أحاديث كثيرة في يوم عاشوراء وشؤمه، وتلك الأحاديث مكذوبة على النبي -صلى الله عليه وسلم- وبمجرد سماعها يقطع السامع بكذبها.
ثم كان هناك قوم من المتعصبين ضد الشيعة، ويسمون النواصب، ابتدعوا أيضا بدعا لكنها مضادة لبدع الروافض؛ فصاروا يخرجون فيه بأحسن الأكسية، وكمال الزينة والمظهر؛ ليغيظوا الرافضة، كما روجوا أحاديث كثيرة في فضل يوم عاشوراء مضادة للأحاديث التي روجها الروافض؛ فقال الروافض ورد في الحديث: من اكتحل وتجمل في يوم عاشوراء أصيب بالرمد. فقال النواصب: من اكتحل في يوم عاشوراء لم ترمد عينه أبدا .
وهكذا أخذ هؤلاء يبتدعون، ويكذبون على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهؤلاء أيضا يفعلون كذلك؛ فعلى المسلم أن لا يغتر لا بهؤلاء ولا بهؤلاء، ومع الأسف أن تلك الأحاديث انتشرت في كتب كتبها أهل السنة، مثل كتاب (الغنية) لعبد القادر الجيلاني -رحمه الله- فقد تكلم فيه عن يوم عاشوراء، وسرد فيه أحاديث في فضله، مثل: من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه و من تطيب فيه طيب الله ثراه إلخ.
كما راجت تلك الأحاديث المكذوبة على ابن الجوزي -رحمه الله- الواعظ المشهور، فذكر في بعض كتبه أشياء من هذه الأحاديث المكذوبة، وسكت عنها مع أنه من أهل الحديث؛ فعلى المسلم أن لا يغتر بها، أما كتب الرافضة فلم أطلع عليها، ولكن فيها أعجب وأعجب.