قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
كتاب الروض المربع الجزء الثاني
82762 مشاهدة
من صار أهلا للجزية ممن لم تكن عليه أخذت منه

ومن صار أهلا لها يعني: للجزية أخذت منه في آخر الحول بالحساب.


إذا مثلا بلغ الصبي في شهر رجب، وجزية أمثاله عشرون، والجزية تؤخذ منهم مثلا في آخر ذي الحجة فإنه يؤخذ منه نصفها بالحساب، فإن بلغ في رمضان يؤخذ منه ثلثها في آخر السنة. يعني: يؤخذ منه بحساب من صار أهلا لوجوبها. الفقير إذا اغتنى أصبح من أهل وجوبها، المجنون إذا عقل أصبح من أهل وجوبها، الصغير إذا بلغ وأصبح من أهل وجوبها، العبد إذا عتق وأصبح من أهل وجوبها، تؤخذ منه في آخر السنة بالحساب، فإن عتق مثلا أو بلغ أو عقل في أول السنة في شهر محرم مثلا أخذت منه كاملة، وإن عتق أو عقل أو بلغ في أول شهر ذي القعدة أخذ منه سدسها وهكذا بالحساب.نعم.