الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
كتاب الروض المربع الجزء الثاني
82756 مشاهدة
لا يبطل الإحرام بالإبطال

ولا يفسد إحرامه برفضه بل هو باق يلزمه أحكامه،وليس عليه برفض الإحرام شيء؛ لأنه مجرد النية.


إذا قال: خلاص، أنا لا حاجة لي في هذه العمرة سوف أتركها وأبطلها، هل تبطل؟ لا تبطل بل هو باق على إحرامه دائما عازم النية: لا حاجة لي في هذه العمرة ولكنه ما خلع الإحرام، ولا فعل محظورا. هل يلزمه شيء بالنية؟ ما يلزمه، مجرد النية ما يلزمه فيها. لو قال: أنا أبطل إحرامي ولكنه ما بطله، لم يلبس مخيطا ولم يغط رأسه، ولم يتطيب ولا فعل شيئا من المحظورات، ففي هذه الحال لا شيء عليه، ولا تضره نية الإبطال. نعم.