إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده
شرح كتاب الآجرومية
100642 مشاهدة
الحرف السابع: حتى

...............................................................................


أما ذكر أن حتى تكون حرف عطف في بعض المواضع؛ لأن أصلها أنها لانتهاء الغاية، ولكن قد يعطف بها على المرفوع أو المنصوب أو نحوه؛ فيقول الشاعر:
قهرنـاكم حـتى الكمـاة فأنتم
تهـابوننا حـتى بنينا الأصـاغـرا
قهرناكم: الضمير منصوب؛ لأنه وقع عليه الفعل حتى الكماة منصوب. نصب ما بعد حتى. فأنتم تهابوننا: الضمير في تهابوننا منصوب أيضا؛ لأنه وقع عليه الفعل تهابوننا. حتى بنينا؛ بنينا أيضا منصوب الذي بعد حتى. فالأصل أن حتى لانتهاء الغاية مثل قوله تعالى: هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ أو: قرأت حتى سورة الأعراف. فتكون ناصبة وتكون جارة وتكون حرف عطف في بعض المواضع؛ فيتفطن القارئ مثلا في كتب الحديث ونحوها؛ فيحذر أن يعطف منصوبا على مرفوع حتى لا يقع في اللحن والخطأ.