القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
شرح كتاب الآجرومية
100599 مشاهدة
اللام

...............................................................................


وأما اللام فهي أيضا من حروف الجر، وتدخل على الأسماء، فأنت تقول مثلا: هذا المال لـ زيد،... المال: مبتدأ، أو خبر المبتدأ الذي هو اسم الإشارة، ولـ زيد: جار ومجرور وتفيدنا ثلاثة أشياء: اسمية مدخولها، والحكم عليه بالجر، وأمرا معنويا وهو الملكية، اللام أفادت الملكية، أن المال ملك لهذا الرجل، ملك لزيد، أو لسعد، المال لسعد، يعني ملك له، تفيد الملكية له وإذا قلت مثلا: الجل للجمل أو للفرس، الجل: هو الغطاء الذي تجلل به الفرس أو الجمل عن البرد أو عن الطير لا يقع عليه أو نحو ذلك؛ الجل للفرس، الجل: مبتدأ وللفرس: جار ومجرور وتقدير الخبر كائن للفرس، وتفيدنا ثلاثة أشياء اسمية مدخولها والحكم عليه بالجر وأمرا معنويا وهو الاستحقاق؛ أي أن الجمل أو الفرس يستحق الجل وإن لم يكن يملكه.