شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
شرح كتاب الآجرومية
100557 مشاهدة
الحرف الثاني: الفاء

...............................................................................


أما العطف بالفاء؛ فإن الفاء للترتيب ولكنه ترتيب متوال متقارب. فإذا قلت مثلا: صلى سعيد فعمرو فزيد فخالد؛ اقتضى أنه كلما صلى واحد ابتدأ الثاني. وكذلك في الدخول؛ إذا قال لك مثلا: أدخل زيدا فعمرا فسعدا فسعيدا؛ المعنى كلما دخل الأول فأتبعه الثاني. فهذا لا يقتضي أنهم يدخلون دفعة واحدة؛ بل مرتبين. فالواو للترتيب. ويلاحظ العطف بالفاء، وأنه يقتضي المتابعة في الإعراب. فإن كان مرفوعا؛ فإنه يرفع ما عطف عليه؛ إذا قلت مثلا: قرأ سعد فبكر فبشر؛ فالمعنى: قرأ كل واحد منهم بعد الآخر؛ فكلها مرفوعة.
وإذا قلت مثلا: أدخلت سعدا فزيدا فعمرا؛ اقتضى أنها كلها منصوبة. وإذا قلت: بدأت بالقرآن فالحديث فالتأريخ فالتفسير؛ معناه: أنك رتبت قرأت آية، ثم قرأت حديثا، ثم قرأت ترجمة. وهكذا فتكون أيضا كلها مجرورة لأنها معطوفة على مجرور.