شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
شرح كتاب الآجرومية
100534 مشاهدة
العلامة الثالثة: الفتحة

...............................................................................


أما الفتحة فتكون علامة للخفض في الاسم الذي لا ينصرف، وهو الاسم الذي فيه مانع من موانع الصرف، وذكروا أن موانع الصرف تسعة، وجمعها بعضهم بقوله:
اجْـمَعْ وَزِنْ عَـادِلًا, أَنِّـثْ بِمَعْرِفَـةٍ
رَكِّبْ وَزِدْ عُجْمَةً فَالْوَصْفُ قَدْ كَمُـلَا
فقالوا: منها صيغة منتهى الجموع، نحو مصابيح، لا تقل: جلست في مصابيحٍ- ثقيلة !- بل يقال: في مصابيحَ. قرأت على قناديلَ - جمع قنديل: وهو السراج، وكذلك المساجد، إذا قلت مثلا: دخلت في مساجدَ، فلا تقل: مساجدٍ؛ لثقله. هذا يسمى جمعا.
وكذلك إذا كان الاسم على وزن الفعل: فتقول عند أحمدَ، وهذا من يزيدَ، يزيد لا ينصرف، وأحمد لا ينصرف؛ لأنه على وزن الفعل.
وكذلك تسمعون قولهم: عن عمرَ وعند عمرَ، عمر لا ينصرف لأنه معدول عن عامر.
وكذلك إذا كان مؤنثا مثل: يروون عن عائشةَ، ولا يقولون: عن عائشةٍ، هذا مؤنث لفظي ومعنوي.
وكذلك المؤنث لفظيا: عن طلحةَ، وعن حمزةَ، وعن سَمُرَةَ، وعن سَلَمَةَ، هذه أسماء رجال، ولكنها مؤنثة تأنيثا لفظيا، فَتُلْحَقُ بالمؤنث الذي لا ينصرف. وأما المؤنث الذي ليس مؤنثا لفظيا، ولكنه مؤنث حقيقي، فمثل زينب، عن زينبَ، لا ينصرف. الذي لا ينصرف يخفض بالفتحة، فتقول في: عن زينب: مجرور وعلامة جره الفتحة بدلا عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف. وهكذا بقية ما لا ينصرف.