اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة
شرح كتاب الآجرومية
100506 مشاهدة
العلامة الثانية: الياء

...............................................................................


وأما الياء: فتكون علامة للخفض في ثلاثة مواضع:
الأول الأسماء الخمسة: قد تقدم أنها تعرب بالحروف، وأن خفضها بالياء، ورفعها بالواو. فتقول مثلا: عند أبيك، أو قوله تعالى: فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ مجرور بالياء. لو كان مفتوحا لجعلنا بدل الياء ألفا، فقلنا: أخاه، لو كان مرفوعا لجعلنا بدلها واوا، فقلنا: أخوه، فلما كان مكسورا جُعِلَ بعد الخاء ياء فقيل: من أخيه، عند أخيك، وعند أبيك.. .الياء التي قبل الكاف حرف الخطاب أو الهاء حرف الضمير أخيه... أما الياء: فهي علامة الإعراب، مجرور وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الخمسة، وهي: عند أبيك، وأخيك، وحميك، وفيك وذي المال، هذه هي الأسماء الخمسة، وفي إعرابها خلاف وشروط أشرنا إليها فيما تقدم.
يقول: وفي التثنية والجمع، قد تقدم تعريف التثنية، فالمثنى: هو لفظ دل على اثنين، وأغنى عن المتعاطفين بزيادة في آخره، صالح للتجريد، وعطف مثله عليه، ليس من باب أفعل فعلاء، ولا من باب فعلان فعلى.
فإذا كان الاسم مثنى فعلامة جره الياء، فتقول: جلست عند الرجلين: مجرور وعلامة جره الياء التي قبل النون، والنون عوض عن الحركة والتنوين. وتقول: قرأت في الكتابين: مجرور وعلامة جره الياء، وتقول: صليت في مسجدين، وتقول مثلا: قرأت السورتين، كل هذه مثنى: السورتين، والآيتين، والمصحفين، والكتابين، والرجلين، والثوبين، والعمودين، إذا كان مخفوضا فإن علامة خفضه الياء. وإذا كان منصوبا فإنه ينصب بالياء كما تقدم، وإذا كان مرفوعا فإنه يرفع بالألف.
وكذلك جمع المذكر السالم، قد تقدم تعريفه، مثاله: المسلمين، والمؤمنين، إن المسلمين، لكن هنا منصوب بإن، فإذا دخل عليه حرف جر قلت: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ من المؤمنين: مجرور بالياء، لو كان مرفوعا لقلنا: المؤمنون، فإذا كان مخفوضا فإنه يجعل بدل الواو ياء: مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ وكذلك إذا قلت مثلا: عند المحسنين، أو عطاء أو كرم المؤمنين، وشرف المتقين، كل هذا مخفوض، وعلامة خفضه الياء؛ لأنه جمع مذكر، أو صفة لجمع المذكر السالم.